من إمارات الخير والعطاء، كان يوم أمس يوماً مشهوداً في تاريخ العطاء الإنساني، وفارس المبادرات الخيرية والإنسانية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يطلق مبادرة المبادرات بإعلان تأسيس مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية كأحد أكبر المؤسسات التنموية الإنسانية والمجتمعية في العالم لتضم بين جوانحها جملة المبادرات الخيرية التي أطلقها سموه. المؤسسة الجديدة التي تنطلق من إرث خير وضع لبناته الفارس في محطات مختلفة من مسيرة عمل خيري وإنساني متصل تحمل بصماته، تستهدف الوصول إلى أكثر من130 مليون إنسان في مختلف أصقاع الأرض حتى العام 2025. من دون تمييز للون أو عرق أو معتقد كدأب الإمارات دوماً وهي تمد يد العون والغوث لكل محتاج تجسيداً للغرس الطيب للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. وقف القائد الفارس أمام الحضور الذي غصت بهم قاعة الاحتفال بعد عرض التفاصيل الطموحة للمبادرة العالمية الجليلة، والميزانيات الضخمة التي رصدت لتنفيذها ليقول لئن كانت المهمة كبيرة فإن هممنا أكبر، داعياً الجميع للمساهمة في هذا الجهد الإنساني العالمي. مذكراً العالم بمسؤولياته، وسموه يقول: «لو أن العالم أنفق على التنمية ربع ما أنفق على مواجهة التحديات لكانت منطقتنا بخير». كلمات حملت ملامسة لجرح نازف في العديد من المناطق جراء غياب التنمية الحقيقية في مناطق شتى من عالمنا دفع ثمنها غاليا الإنسان الذي وجد نفسه محروما من أبسط مقومات الحياة الكريمة من غداء ومأوى ومدرسة وطبابة. في تلك القاعة المتوهجة ضوء وضياء جرى عرض شريط سريع عن أبرز محطات عطاء الإمارات في مناطق شتى من عالمنا المضطرب، ظهر فيها متطوعو مؤسساتها الخيرية والإنسانية يمدون يد العون والإغاثة لكل مكروب وملهوف، يضمدون الجراح، وينشرون نور العلم ويبثون الأمل في قلوب وجلة محرومة، يجسدون رؤية قائد وفارس ملهم، وفلسفة وطن، إمارات الخير والعطاء، وأبناؤه الذين يمضون في رحاب رؤية قيادة ترى أن القيمة الحقيقية للإنسان على أرض هذا الوطن «بما يضيفه لهذه الحياة وسعادته الحقيقية بما يقدمه لإسعاد الناس»، و«النعمة التي أنعم الله بها علينا في الإمارات تستوجب الشكر بمثل هذه الأعمال». حفظ الله الإمارات، وأدامها منارة ساطعة للخير.