يوم الثلاثاء الماضي جلس الإماراتيون خلف شاشات التلفزة يتابعون جميعهم ممثل وطنهم الأهلي وهو يصنع تاريخاً جديداً لهذا النادي بوصوله إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، ويحاول تكرار إنجاز العين عام 2003، الذي توج بطلاً في أول نسخ الشامبيونزليج الآسيوي. مسؤولون حكوميون كبار، ومواطنون عاديون، عيناويون وشرجاويون ووصلاويون وجزراويون وشعباويون، ومن كل الانتماءات وقفوا «بعواطفهم» خلف الأهلي، الذي قدم مباراة للتاريخ والذكرى أمام أكثر من 53 ألف متفرج ساندوا الهلال في استاد الملك فهد الدولي بالرياض. الأهلي هو من تقدم، والهلال هو من عادل النتيجة في واحدة من أسوأ المباريات تحكيمياً، وللأسف فالكرة الآسيوية تشهد تدهوراً غير مسبوق في سوية التحكيم التي غيَّرت هوية أبطال القارة كما سبق وحدث للهلال أمام ويسترن سيدني الأسترالي بصافرة الياباني نيشيمورا، وقبلها بخروج جوانزو الصيني على يد سيدني نفسه كان بفعل فاعل. ولكن ما شاهدناه الثلاثاء الماضي كان فضيحة تحكيمية على الطرفين، وكم أكبرت بالصديق عبدالله النابودة رئيس مجلس إدارة شركة الأهلي عندما قال في اتصال هاتفي معي عبر «صدى الملاعب» إن الحكم حرم الهلال من ضربة جزاء وبنفس الوقت منح مساعده ضربة جزاء خيالية للهلال، أي أن الرجل لم يتحدث فقط عن الظلم الذي حدث على فريقه، بل وعلى الفريق المنافس. وتفاجأت بأن بو سعيد كان «نصف سعيد» بالتعادل لأنه قال إنه كان يتمنى الفوز قياساً على مجريات المباراة، ولكنني لو سألته قبلها هل سيكون سعيداً بالعودة متعادلاً لكان جوابه نعم وبقوة، ولكن أداء فريقه أجبره على أن يطمع بالفوز في بعض لحظات المباراة. مجريات المباراة المثيرة لم تترك لنا نحن المحايدين أية فرصة في التكهن بهوية من سيمثل العرب في النهائي، لأن كل الأبواب لا تزال مفتوحة على احتمالية أن يتأهل الأهلي أو يتأهل الهلال فنتيجة 1/‏1 غير مضمونة لطرفيها، ومن يقول إن الأهلي تعادل خارج أرضه فيجب أن يفوز على أرضه نقول له إن كرة القدم ليست رياضيات 1+1 = 2، بل هي ظروف وعوامل واستعداد نفسي وبدني وجماهير وحكم، والأهم توفيق من رب العالمين.