مساء اليوم يٌسدل الستار على ثالث تجربة انتخابية لاختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي تشهدها إمارات الخير والعطاء في رحاب وآفاق برنامج التمكين الذي أطلقه قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في خطابه السامي بمناسبة العيد الوطني في ديسمبر2005. تجربة هذا العام تميزت بخصائص ومزايا عدة، تصب جميعها باتجاه تعزيز المشاركة الشعبية، وإحداث نقلة نوعية في أداء المجلس، وتفعيل دوره بما يرتقي وطموحات القيادة والغاية من «التمكين»، وكذلك تطلعات أبناء الإمارات الذين عبر حجم مشاركتهم خلال الأيام الثلاثة الماضية للتصويت المبكر عن مقدار اعتزازهم بالتجربة وتدرجاتها وتطورها، والتفافهم حولها. بلا شك سيشهد اليوم، واعتبارا من الثامنة صباحا وحتى الثامنة المساء، تدفق أبناء وبنات الإمارات على اللجان الانتخابية في مختلف مناطق البلاد، ممن لم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم خلال أيام التصويت المبكر والتي جاءت لتواكب التسهيلات الواسعة التي أتيحت للناخبين للتصويت في راحة ويسر، بالاستفادة من التقنيات الحديثة المتاحة، والتي تم توظيفها بشكل راقٍ ورائع لهذه الغاية السامية والهدف الوطني الكبير. ومع قرب اكتمال المشهد الزاهي لتجربة نعتز بها، بالإعلان عن الفائزين في السباق نحو «القبة الزرقاء»، لا يفوتنا التعبير عن التقدير والامتنان للجهد الكبير المتواصل لوزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، وكذلك اللجنة الوطنية للانتخابات التي استبقت العرس الانتخابي الكبير ببرنامج شامل وواسع من اللقاءات والندوات وورش العمل، للتعريف بمختلف تفاصيل الاستحقاق الذي تعزز بتوسيع عدد أعضاء الهيئات الانتخابية، المرشح بدوره للتوسع أكثر مع كل منعطف من منعطفات مسار التجربة البرلمانية الإماراتية، وما حوت من حكمة في تدرج النضج وكفاءة الأداء في مختلف مراحلها. لقاءات وندوات شملت مختلف شرائح المجتمع الإماراتي، وهو ما أثمر ذلك الإقبال الذي لمسناه أثناء أيام التصويت المبكر الثلاثة، الأسبوع الماضي، في مشاهد نأمل أن تتجدد اليوم، حيث تسابق كبار السن قبل الشباب، والمرأة قبل الرجل في مشاركة عبرت بالمقام الأول عن حجم الاصطفاف الوطني خلف التجربة باعتبارها منجزا وطنيا صاغته إرادة قيادة تسبق العصر في استشراف المستقبل، وضمان مضي الوطن في مسار الطمأنينة والاستقرار لتتعزز مكتسباته، وتتحصن من أي عبث، ولا نقول لكل مشارك سوى «صوّت للإمارات» دائما.