ذلك المشهد لن أنساه أبداً.. رجل في الثمانين، خرج رغم ثقل سنوات عمره لأنه شعر بالمسؤولية الوطنية التي يتحملها ما دام قادراً على المشاركة والتصويت، ووصل إلى مركز الاقتراع للتصويت وهو في غاية السعادة، والابتسامة تزين وجهه، أما تلك السيدة التي وصلت إلى مركز التصويت على كرسيِّها فأرفع لها العِقال، ولها مني كل الاحترام، ونقول: شكراً لكِ، لقد أعطيتنا درساً في الوطنية والهمة والإيجابية، شكراً لأن شيئاً لم يمنعكِ من الحضور، وأكدتِ أن نساء الإمارات معدنهنَّ ذَهَبٌ، ويعتمد عليهنَّ في كل وقت وظرف ومناسبة. كان يمكن أن يجلس ذلك المسنُّ وتلك العجوز في بيتيهما، تحت التكييف وسط أبنائهما وأحفادهما، ولا يتكبدان عناء الطريق والازدحام المحتمل، وكان يمكن أن لا يذهبا للتصويت في الانتخابات، ولم يكن أحد ليلومهما، ولن يغضب منهما أحد من قريب أو بعيد، وكلنا كنّا سنجد لهما بدل العذر عشرات الأعذار، وسنقول لهما: شكراً لأنكما كنتما معنا وبيننا في هذا العرس الوطني.. لكن خيارهما كان مختلفاً وغير مفاجئ من أبناء هذا الوطن الذين تربوا على الولاء والبذل والعطاء من أجله ما داموا قادرين. وكذلك إقبال الشباب والنساء كان واضحاً، والحماس كان جميلاً، ويعكس روح أبناء الإمارات.. هذا الإقبال على التصويت المبكر رسالة للمترددين في الحضور يوم السبت الثالث من أكتوبر للمشاركة بالتصويت في الانتخابات الثالثة، نريد من كل شخص أن يكون مستعداً من اليوم، وقد خصص من وقته نصف ساعة يذهب فيها إلى مركز الاقتراع، وخلال دقائق معدودة يقوم بالتصويت والمشاركة في هذا الحدث الوطني المهم الذي لا يتكرر إلا مرة كل أربعة أعوام، وليس كثيراً على الإمارات أن نعطيها هذه الدقائق من يومنا، فالحدث يستحق والمسؤولية تتطلب ذلك. الإقبال الكبير الذي شهدته مراكز التصويت خلال الأيام الثلاثة الماضية كان دليلاً على وعي جيد من الناخب الإماراتي، وطوابير الناخبين في بعض المراكز أكدت اهتمام المواطنين رجالاً ونساء، كما كشفت الجهد الذي بذله بعض المترشحين في حشد الناخبين وتشجيعهم على المشاركة والتصويت لهم. أما الناخبون السلبيون الذين لم يشاركوا في التصويت المبكر، وهم عازمون على عدم المشاركة في يوم الانتخابات، فنقول لهم: أنتم أمام ضميركم الوطني ومسؤوليتكم السياسية مطالبون بتغيير موقفكم والذهاب للمشاركة في الانتخابات يوم السبت المقبل؛ لأن رفع نسبة المشاركة مسؤولية كل شخص ورد اسمه ضمن القوائم الانتخابية، وبالتالي انخفاض نسبة المشاركة يعني تقصير أولئك في القيام بدورهم السياسي والوطني. موعدنا يوم السبت لنتوج ذلك اليوم بمشاركة تليق بمكانة الإمارات وباسم الإمارات وبالمواطن الإماراتي الذي يقول للعالم دائماً إنه لا يقبل إلا بالمركز الأول. *الإقبال الكبير الذي شهدته مراكز التصويت خلال الأيام الثلاثة الماضية كان دليلاً على وعي جيد من الناخب الإماراتي. *الناخبون السلبيون الذين لم يشاركوا في التصويت المبكر، وهم عازمون على عدم المشاركة في يوم الانتخابات، نقول لهم: أنتم أمام ضميركم الوطني ومسؤوليتكم السياسية مطالبون بتغيير موقفكم.