منذ أشهر كان واضحاً لنا أن الصراع على لقب دوري الخليج العربي مستعر ومشتعل بين الأهلي والشباب بشكل خاص، إضافة إلى دخول الجزيرة على الخط، ولكن رويداً رويداً تراجع الجميع، وبقي الشباب هو المنافس إلى أن حسمها الأهلي مبكراً، واعتقدنا أن الشباب الذي قدم موسماً استثنائياً، نظراً لموارده المالية، وهجرة لاعبيه سياو ووليد عباس وقصة عصام ضاحي ومحترفين ثابتين، ومدرب أشهد له بخبرته في المنطقة، أقول رغم هذه الظروف اعتقدنا أن الشباب سيغرد وحيداً منفرداً في الوصافة، ويتأهل لدوري أبطال آسيا مباشرة، قياساً على نتائجه حتى المرحلة الـ 20، ولكن بعدها انقلب الحال، بعد سلسلة من النتائج المُحيرة، فمن أصل آخر 15 نقطة ممكنة حقق الشباب نقطة يتيمة، بدأها أواخر مارس أمام دبي الذي هبط للدرجة الأدنى «الأولى»، وقلنا كبوة جواد، بعدها خسر من الوحدة على أرضه، وقلنا لم يتعاف من كبوة دبي، ثم خسر من النصر، وقلنا جيران يعرفون بعضهم، والنصر متجدد ويبحث عن أمجاد الماضي، بعدها تعادل مع الأهلي، وقلنا تعادل مع البطل، ولكنه سقط أخيراً أمام الإمارات الرابع في قاع الترتيب وبالثلاثة. هذه الخسارة جعلت حتى المركز الثاني المؤهل مباشرة لدوري أبطال آسيا مهدداً، وهو ما حدث بعد 24 ساعة فقط، حين تمكن الوحدة من تجاوز دبي بهدفين، ففرَق عن الشباب بنقطتين، وبقيت مباراة واحدة لكليهما، واحدة صعبة للشباب مع بني ياس على أرض الأخير وبين جماهيره، رغم أن نتائج بني ياس الأخيرة لم تكن بمستوى اسم المدرب الذي استعانوا به، وهو العراقي عدنان حمد، ولا الدعم الكبير من الإدارة، ومع هذا يبقى بني ياس أصعب من الشعب الهابط للدرجة الأدنى، وهو الذي يستضيف الوحدة، وقد يحسم هوية المتأهل إلى دوري أبطال آسيا، وبالنظر لمسيرة الوحدة في الدوري، سنجد أنه لم يخسر منذ 28 يناير، يوم هزمه الإمارات لعب بعدها 9 مباريات فيها 27 نقطة محتملة، حقق فيها الوحدة 21 نقطة، وهزم منافسين كبار منهم الشباب نفسه والعين، وتعادل مع الجزيرة برباعية، والأهم أن نتائج الشباب «منافسه المباشر على الوصافة»، خدمته بشكل مذهل، وها هو ينتقل من وضعية المطارِد «بكسر الراء»، إلى وضعية المطارَد «بفتح الراء»، ويصبح مصيره بيده لا بيد أحد سواه . والأكيد أنه قبل انطلاق الدوري لم يكن أحدٌ يتوقع أن يكون الشباب أحد المتنافسين على اللقب، خاصة بعد قصة سياو ووليد عباس، ولكنه وحتى ما قبل الجولات الست الأخيرة كان بالفعل حصان الدوري الأسود، وهو يستحق كل التحية لمدربه ولاعبيه وإدارته، برئاسة الصديق سامي القمزي، لأنهم من النوع الذي يعمل بصمت، وعلى «قد اللحاف يمدّون الرجلين»، يكفي الإنجاز الأبرز أن الشباب ربما هو النادي الوحيد الذي وصل لمرحلة «صفر ديون»، وأعتقد أن إدارته تعرف ماذا تفعل حتى وإن عاندتها الظروف. وتبقى آسيا واردة ويبقى كل شيء وارداً في عالم كرة القدم. Twitter@mustafa_agha