شتان بين تصريحات المقبلين على خوض انتخابات اتحاداتنا الرياضية، ومن يستعد للمغادرة نتيجة فشله أو لانقضاء مدته، وبين من أراد العمل لخدمة الرياضة بتجرد، وبين من سعى لهدف خاص أو لمجد شخصي، وبين ليلة وضحاها أصبحت الإمكانيات معدومة، والبيئة طاردة والجهات الاتحادية والمحلية غير متعاونة لهدف الصالح العام، وكأنما كل هذه المعوقات اختلقت لتحد من أدائه وتحقيق وعوده. لا أختلف مع هؤلاء عن الموازنات فهذه ندركها، ولابد من التكيف معها، أو البحث عن موارد إضافية، كما نادوا بها في حملاتهم الانتخابية، ولا أقارن موازنة كرة القدم مع الألعاب الأخرى، وإنما الوعود الكاذبة أو الوردية، كما يسميها البعض بتحقيق إنجازات خلال فترة العمل، وإن تحقق شيء منها بتوفيق من الله أو بعوامل أخرى، وإن بدأ التراجع للأسباب المنطقية، نجد من يحرك مشاعر الشارع الرياضي ضد المسؤولين في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة تارة، وضعف الدعم الحكومي، وكأنها سبب كل هذا التراجع والفشل المتكرر، وكم من وعود أطلقها بعض المسؤولين في لحظة، ومع الامتحان الحقيقي لهم ولمنتخباتهم صرخوا بأعلى صوتهم بأن القادم سيكون أسوأ، خاصة بعد التراجعات التدريجية في مراكز منتخباتهم من المركز الثاني إلى الخامس إقليمياً، وقس على ذلك عربياً وقارياً. بعض الاتحادات أوهمتنا بأن التجنيس سيرفع المستوى وطالب الآخرين به لتحقيق الإنجاز، ولم نجد شيئاً من هذا وبعضهم عمل جاهداً لتحقيق إنجاز له باسم الدولة، وما إن تحقق له ما أراد، حتى بدأ ينظر إلى الرياضة بنظرة مختلفة، وكأن عضويته في التنظيم الدولي أو القاري، يصنفه خبيراً وضالعاً في شؤون الرياضة المحلية واللعبة التي يمثلها، ناسياً بأن مكاسبه حققها لسمعة ومكانة دولتنا التي يضرب بها المثل، وقادتنا الذين هيؤوا لنا أسباب النجاح، فلم التعالي والتنكر لجميل الوطن وثقة المسؤولين والقاعدة الرياضية بهم؟ لا أتحدث عن المكاسب المعنوية للبعض، ولا المكانة الاجتماعية لهم في الأوساط المحلية، وإنما نكران الجميل لمن وضع ثقته فيهم من أفراد ومؤسسات لما وصلوا إليه من مكانة يحلم بها كثيرون غيرهم، فلم كل هذا الجحود للساحة الرياضية بعد هذا الدعم الذي حظوا به طوال الفترة السابقة؟ نحمد الله على أن المكاسب التي تحققت لم تكن بجهود هؤلاء الذين يرفعون الشعارات البراقة، وإنما بدعم وتوجيهات قياداتنا التي هيأت لنا كل سبل النجاح بعيداً عن مساوماتهم وادعاءات عطاءاتهم، بعد أن تغير تفاؤلهم إلى تشاؤم.