قبل أن تفتتح المراكز المحددة في مختلف مدن وإمارات الدولة أبوابها صباح أمس في يوم التصويت المبكر لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، كان المواطنون يتدفقون عليها في إقبال لافت على ثالث تجربة انتخابية تشهدها الإمارات في رحاب عهد التمكين الميمون لقائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. تدفق على المراكز رجال ونساء، منهم كبار في السن وشباب، كان أكبرهم في التسعين من عمره، وكذلك نساء مسنات، والكل في داخله قلب يخفق بالحب والخير لهذا الوطن في يوم عرسه واستحقاقه الكبير. تفاعل وإقبال كبير على المراكز، ومن قبلها سفاراتنا وبعثاتنا الدبلوماسية، يحمل في طياته اعتزازاً كبيراً وفخراً عظيماً بنضج التجربة وحكمة التوجه ورشد القيادة. وحرصاً كبيراً على المضي في دروب التمكين ورحاب تدرج يصون مكتسبات ومنجزات إمارات المحبة والعطاء، والمضي بثقة واقتدار لتفعيل تجربته الشوروية ومساره الديمقراطي وبنائه الوطني. تميزت التجربة الانتخابية في دورتها لهذا العام بإضافات نوعية جديدة في مقدمتها نظام الصوت الواحد والتصويت المبكر والانتخاب من خلال السفارات والبعثات الدبلوماسية، إلى جانب بالطبع ارتفاع أعضاء الهيئات الانتخابية، والتي ضمت 224,279 عضواً في جميع إمارات الدولة، بنسبة زيادة تصل إلى 66? مقارنة مع قوائم الهيئات الانتخابية لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي عام 2011، والتي لم تتجاوز ال135 ألفا من المواطنين والمواطنات. ولعل أهم ما يميز التجربة البرلمانية في الإمارات، هو هذا التناغم في الأداء الذي يجمع المجلس والحكومة، في صورة مغايرة تماماً لما عانت منه تجارب عدة في منطقتنا، حيث تفرغت المجالس للمناكفات السياسية، ووضع العصي في دواليب عربة التنمية. ومن التجارب المقلقة والمظلمة تلك التي أججت النزعات المذهبية والانقسامات الطائفية التي تحولت وبالاً على المجتمعات التي ابتليت بها، وهي غير بعيدة عنا. ومن تنقل بين المراكز الانتخابية كان يلمس هذا الحرص الكبير على المشاركة، ويسمع في الوقت ذاته ما يدل على الثقة الكبيرة والالتفاف الأكبر حول نهج القيادة، والتفاعل الواسع مع روح التمكين الذي تحمل. كان التصويت للإمارات وتجربتها قبل أن يكون لأي من المرشحين الذي خاضوا السباق الانتخابي، وهنيئا للجميع بالمشاركة، لأن الفائز هو الوطن، إمارات المحبة والوفاء والعطاء.