قدر الأهلي اليوم أن يحمل على كتفيه حلماً للوطن وهو يواجه الهلال السعودي في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري أبطال آسيا.. وهي المباراة التي يشهدها استاد الملك فهد الدولي وتمثل تحدياً من نوع خاص بين شقيقين كل منهما كبير وكل منهما برغم الصلات وبرغم الروابط يريد الصعود فحين تأتي ساعة الحقيقة لا مجال إلا للنصر أيا كان المنافس. الأهلي يقف اليوم على أعتاب مهمة الأرقام الأولى.. فإن فاز سيكون الفوز الأول على الهلال العنيد بعد ست مواجهات سابقة دانت منها ثلاث للمارد السعودي وفرض التعادل نفسه في ثلاث وستكون أول خسارة للهلال منذ 12 مباراة وستكون خطوة أولى في مجد غير مسبوق للأهلي الذي لم يحلق في تلك الأجواء من قبل. وعلى الرغم من أن تاريخ الهلال الآسيوي يمثل تقريباً ضعف تاريخ الأهلي إلا أن ذلك قد لا يمثل فارقاً كبيراً سواء في مواجهة الرياض اليوم أو التي تليها في دبي ولو وضع الأهلي هذا التاريخ في اعتباره سيرتكب خطأ كبيرا.. فالتاريخ في كرة القدم يكتب في كل مرة على حدة ولو تكررت الأمجاد فذلك لأننا كررنا المعطيات ولأن من يواجه يخاف..كل المواجهات هي مرة أولى وما سبقها بحلوه ومره صنعه لاعبون آخرون ومدربون آخرون.. اليوم هو ظهور أول على مسرح اللعبة في تلك المحطة بالذات ولا مجال لـ«البروفات».. اليوم علينا أن نلعب من جديد ونحلم من جديد ونكتب التاريخ أيضاً من جديد ففي صفحات التاريخ هناك دائما متسع لأصحاب الإرادة. كل كتابات اليوم تقارن بين فريقين الفارق بينهما على الورق يبدو شاسعاً فلا الأهلي لعب كالهلال ولا سجل مثله وفاز مثله حتى بنسبة المشاركات والهلال رغم كل ما فعل وصعوده إلى قبل النهائي للمرة الثانية ومن قبل وصوله إلى النهائي مرتين، لا يبدو سداً منيعاً.. بالعكس فإنني أرى الفرصة أمام الأهلي أكبر وهو قادر على أن يشكل عقبة جديدة في طريق بطل أرهقته العقبات وتتفلت منه الفرص الكبيرة. لا شك أن كوزمين استعد جيداً للمباراة، وهو أقدر منا على قراءة الهلال والمهمة اليوم ليست مهمة أحمد خليل وحده ولا الحمادي أو ليما وريبيرو، وغيرهم إنها مهمة الجميع.. فرسان الملعب والجمهور خارجه هنا أو هناك فأحلام الوطن يفسرها كل الوطن. كلمة أخيرة أحلام الوطن لا تتحقق بالفوز أو الخسارة.. تحيا بالإرادة وتفسرها عزائم الرجال.