بداية نترحم على أرواح ضحايا حادث التدافع المؤلم في مشعر منى أمس الأول، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، ونشاطر أهلنا في المملكة العربية السعودية الأحزان في المصاب الجلل، متضرعين لله عز وجل أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل من آثار حادث يقع مثيله في أماكن عدة، يعد من حوادث الأقدار وتصاريفها، ولا راد لقضاء الله وقدره. حادث لا ينتقص شيئاً من جهود جبارة وعظيمة يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة، ومن قبله أشقاؤه –رحمهم الله- ممن تشرفوا بخدمة الحرمين وضيوف الرحمن على امتداد العصور والأزمنة المختلفة، وتشهد بذلك التوسعات العملاقة في المشاعر المقدسة، ولا تخفى على كل منصف نزيه لا يتبع أهواء أهل الضلالة والتضليل. تشرفت بزيارة بلاد الحرمين في أكثر من مناسبة، زائراً وحاجاً ومعتمراً، وأعد نفسي من أهلها لقوة الروابط والوشائج التي تجمعني بهم، وألحظ في كل مرة، على الرغم من قصر المدة الفاصلة بين الزيارة والأخرى، مقدار ما يبذل من جهد عظيم وعمل جبار لراحة حجيج البيت العتيق وزوار الروضة النبوية الشريفة. وذات مرة كتبت عبر هذه الزاوية عن قصور شاب انسيابية الحركة في مراحل حج أحد الأعوام، تقبله المسؤولون هناك بصدر رحب، لأنها كانت ملاحظة ناصح أمين في مسائل تنظيمية غير منزلة عن أخطاء البشر. إلا أننا فوجئنا بعد حادث أمس الأول بما كانت تنفثه أبواق الدعاية الإيرانية ومن والها من أحقاد، لتجعل من الضحايا وأهاليهم وقوداً لصب ما يعتمل داخلها من غل وحقد على المملكة وأهلها وقادتها وجهود حكومتها، في حملة منظمة ومنسقة، شارك فيها بقوة محسوبون علينا ممن باعوا أنفسهم وضمائرهم وولاءهم لمرشد الضلالة والتضليل، في حملة مسمومة موتورة محمومة على أهلنا هناك وقيادتهم، وعلى رأسها خادم الحرمين، سلمان الحزم، حفظه الله. لذلك لم يكن غريباً على أبناء الإمارات أن يردوا على الحملة الحاقدة الظالمة بوسم «كلنا سند بلاد الحرمين»، تعبيراً عن وقفتهم مع المملكة في وجه أحقاد ومكائد إيران وآلتها الإعلامية المضللة، وأبواق الارتزاق والاتجار بمصائب الإنسانية، وهي في الأساس من صنع المتاجرين بها. رحم الله موتى المسلمين، وحفظ بلاد الحرمين وخليجنا من شرور الحاقدين.