2015 مثل كتاب فلسفي جديد نفتحه، ونتأمل السطور ونقتفي أثر الجملة المفيدة، نحاول بجهد جهيد أن نطوي سجل ما سبقه من أعوام، نحاول أن نرتكب معصية النسيان، نحاول أن نخطو خطوات واثقة دون أن نلتفت إلى الماضي، دون أن نتعلق بجزئياته المتشظية، في هذا الكتاب في هذا العام ربما تبدو الصفحات جديدة، لكننا اخترناه بعناية، كما اخترنا المستقبل، ليكون مضيئاً، مبللاً بمطر القلوب، مدللاً بما تبديه النفوس من ريعان شباب المشاعر، لا يهم ما مضى، فالزمن هو اللحظة الراهنة، الزمن هو ما نعيشه في الآن نفسه، الزمن هو الذروة القصوى للفرح والتفاؤل وانفتاح الأنا على الكون، وتخلصها من براثن وشواحن وسواكن الزمن، مرحلتنا التي نسير فيها باتجاه السعادة والإصرار والتصميم على بناء المستقبل من فسيفساء الأفكار والثقافة الذاهبة إلى شم الورود، من بساتين سكانها طيور، وأشجارها رموش نساء، يقظتهن هي مفتاح نضوجنا وانبلاج الفجر في عيونها.. 2015 مثل كتاب نتصفحه ونحن على يقين من أن خاتمته موقعة باسم قيادة آمنت أن الحب غاية، وشعب نهل من نبع السجايا الطيبة فانتمى إلى الوطن قلباً وقالباً.في هذا العام، في هذا الكتاب ملحمة جديدة يخطها رجال آمنوا أن الوعي قارب النجاة، وأن الإصرار منبع النهر ومصبه، وأن الحقيقة هي أن لا نكتفي بالأفكار بقدر ما نجعلها أجنحة تحلق بنا في فضاءات سجاياتها عيون ما ملت التحديق إلى الآتي، في هذا العام، في هذا الكتاب للحديث بقية مع كل حاقد وحاسد، ولن تتوقف القافلة عن المسير، وإن زاغت أبصار المرتجفين الخائفين من قوة الفعل في هذا البلد المعطاء.. في هذا العام سنمضي بكل صرامة من أجل حياكة حرير الحب ونسج خيوطه عند شغاف القلب، عند ضفاف الرؤى، عند النهار الذي طلت شمسه على جبين كل مواطن في بلادنا منذ أن أشرق الاتحاد وفجر الطاقات الإيجابية في النفوس والرؤوس، وصارت الكؤوس ملأى برحيق العطاء، صارت الفؤوس أنامل تغلي أعشاب الأرض لينبت الأمل ويصير وعداً يجدد عهده ومده ومجده ووجده وسعده، ويصبر الإنسان محور النهوض.