ماذا قدمت إيران منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في اليمن - والتي تزعم أنها لا علاقة لها بها؟ وماذا وصل للشعب اليمني من طهران؟.. ربما نسي مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان، وهو يحث الإمارات بالأمس، على «إرسال الدواء والغذاء إلى اليمن بدل السلاح»، ويحثنا على «حسن الجوار»!، أن السفن التي يتم ضبطها تباعاً وهي محملة بأطنان من الأسلحة - وليس الأغذية والأدوية - هي سفن إيرانية وليست إماراتية أو عربية.. أما عن حُسن الجوار، فإننا نتساءل، هل ضبط شبكات تجسس إيرانية في اليمن، وفي غيرها من دول الجوار، له علاقة بحسن الجوار الذي يتكلم عنه ويطالب به عبداللهيان؟! لم ننس بعد السفينة الإيرانية التي أوقفتها السُلطات الصومالية في يناير الماضي، وتبين أنها محملة بأسلحة نوعية وعربات مصفحة ورشاشات وأسلحة ثقيلة، و«لنشات» بحرية وذخائر، كانت في طريقها إلى اليمن. وكيف ينسى العالم السفينة الإيرانية «جيهان» التي ضبطتها السُلطات اليمنية في يناير 2013، وهي محملة بالأسلحة عندما كانت في طريقها إلى ميناء ميدي الذي يسيطر عليه الحوثيون لتزويدهم بحمولة 48 طناً من الأسلحة والقذائف والمتفجرات شديدة الانفجار.. فهل يعتبر عبداللهيان هذه الأسلحة التي تؤدي إلى قتل آلاف اليمنيين «مساعدات إنسانية»؟!. مساعد وزير الخارجية الإيراني الذي ظهر وهو يحض الإمارات «على عدم توجيه اتهامات لا أساس لها لإيران، بدلاً من العمل على تعزيز روابط الأخوة وحسن الجوار»، هل يعتقد أن العالم أصم أعمى، بل وفَقَد عقله، كي يصدق إيران وهي تكرر نفي أي دور لها في تعقيد الأزمة اليمنية أو دعم طرف على حساب الآخر! فالكل يذكر النشوة الإيرانية في أكتوبر الماضي - والتي لم ولن تكتمل - واعتراف علي ولايتي، رئيس مركز الدراسات التابع لمصلحة تشخيص النظام في إيران، ومستشار علي خامنئي، والذي يشغل - أيضاً - منصب الأمين العام لما يعرف بالمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في إيران، بأن انتصار الحوثيين في اليمن بات أمراً واقعاً، وحقيقياً، وأعلن ولايتي حينها، وفي اعتراف صريح، أن: «إيران تدعم - ما سمّاه - النضال العادل لأنصار الله في اليمن». إيران التي تتكلم وتدعي بأنها حريصة على مصلحة اليمن، هي التي تساند المخربين في اليمن، ووقفت وتقف ضد الحكومة الشرعية، وضد قرارات الأمم المتحدة، وضد الإرادة الشعبية للجماهير اليمنية.. كل مساعدات إيران لليمن ومواقفها تبدو «لا إنسانية»! لم نسمع يوماً أن طهران أرسلت إلى الشعب اليمني زجاجة دواء أو علبة غذاء، أما الإمارات التي يريد عبداللهيان أن يشوه دورها الأخلاقي والإنساني، فلديها سجلها المفتوح والناصع الذي يعرفه العالم في تقديم المساعدة للشعب اليمني الشقيق، ولم تكن مساعدة الإمارات لليمن مقتصرة على الدواء والغذاء، بل تجاوزت هذه المساعدات، فأنارت الإمارات بيوت اليمنيين بإرسال المولدات وتوفير الكهرباء، وبالأمس سلمت أكثر من خمسين مدرسة، ليعود الطلبة إلى مقاعد الدراسة آمنين، وأعادت تأهيل العديد من المستوصفات الطبية، كما أعادت تأهيل مؤسسات الدولة والطرق، فماذا فعلت إيران؟ إيران تتكلم عن المساعدات الإنسانية وترسل اللاإنسانية.. فإيران لا تفتح مدرسة لأطفال اليمن، ولا تعبِّد طريقاً، ولا تفتح مستوصفاً للشعب اليمني، إيران لا ترسل الغذاء لليمنيين، إيران فقط ترسل الأسلحة للحوثيين، وتدرب أتباعها ليستمر القتال بين أبناء الشعب الواحد.. إيران تُظلِم اليمن والإمارات تنيره.. إيران تخرب اليمن والإمارات تعمِّره.. إيران تهدم اليمن والإمارات تبنيه.. إيران تقتل اليمنيين بأيدي عصابتها الحوثية، وتنشر الموت، والإمارات تبعث الحياة في البلد الشقيق.