من إمارات المحبة والعطاء، ينبلج من جديد فجر الانشغال بالمستقبل وأدواته وأشيائه، وهذه المرة بمبادرة سامية من راعي الإبداع والابتكار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وسموه يطلق مبادرة «تحدي القراءة» التي حظيت باهتمام محلي وإقليمي وعالمي، باعتبارها الأكبر والأضخم على مستوى العالم العربي لتشجيع طلاب المدارس على القراءة. جاءت المبادرة السامية لتصحيح وضع غير مقبول لشباب ينتمون إلى أمة نزلت فيها أول آية من كتاب الله المجيد، تدعوهم للقراءة، والإقبال على العلم، ومصادقة «خير جليس في الآنام». المبادرة تستهدف مليون طالب عربي وقراءة خمسين مليون كتاب، ورصدت لها مكافآت بقيمة ثلاثة ملايين دولار، وللمدرسة الأولى الأكثر مشاركة جائزة بمليون دولار. مبادرات وحوافز تحمل بين ثناياها رؤية ورسالة فارس الإبداع في عام الابتكار والإبداع الذي أمر به قائد مسيرة العطاء والنماء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله). وتجسد كذلك انشغال قيادة الإمارات بصناعة مستقبل الأجيال، انشغالاً وضعها دوماً عند تخوم خطط ومشاريع التنمية التي كان الإنسان في بؤرتها، ومحور كل تفصيلة فيها. وكان التعليم المدخل والبوابة الأوسع للاعتناء بالإنسان ووضعه على أعتاب اقتصاد المعرفة الذي بات هدفاً استراتيجياً في مسار ومسيرة التنمية المستدامة لضمان مستقبل أجيال الغد. مبادرة «تحدي القراءة»، من ثمار نهج سديد، جعل الإمارات دوماً منارة ساطعة الأضواء روحاً وفكراً، ونخلة باسقة طيبة الثمر، ونبعاً صافياً رقراقاً ينهل منه كل من يريد الخير لقومه ووطنه، وجعل منها كذلك صرحاً شامخاً ومنيراً مزدهراً مستقراً رغم لجج محيط شديد الاضطراب من حوله، بفعل أفعال الجهل والجهالة وهجر العلم والثقافة، والعزوف عن الكتاب والمعرفة، فظهرت الأسفار التي تقطر جهلاً وتجهيلاً، وتطرفاً وتهويلاً لإقصاء الآخر، وتأويل ما أنزل الله من كلمات تامات بحسب الأهواء والانتماءات، فتحولت مجتمعاتهم كعصف مأكول. مبادرة «تحدي القراءة» صورة تتجدد من حب الإمارات وقادتها للخير ليعم العالم بالحب والعلم، وحروف الكتاب أول سطور المعرفة، وبها تتبدد غشاوة جهالة العصر المتفشية. المبادرة امتداد لتخصص إماراتي يعنى بالإنسان وخيره وضمان الأجمل لمستقبل الإنسانية قاطبة، بتوحيد الطاقات والإقبال على القراءة مفتاح المعرفة، فشكراً لفارس المبادرات.