جمعية الصحفيين، مؤسسة أهلية تطوعية، نابعة من صلب المجتمع، وتتشكل من شريحة مهمة، علاقتها المباشرة بالناس وهموم المجتمع ومتطلبات البلد، إذاً نتمنى لجمعيتنا الموقرة أن تتخلى عن الإغراق في النشاط الرياضي، وتدع هذه المهمة لمؤسسات رياضية عريقة، وهي كثيرة في البلد، وتنتبه إلى عملها الأساسي وهو الانضمام إلى ركب السياسة العامة وهموم البلد، وفي السنوات الفائتة، مرت أحداث هزت المجتمع الدولي والمنطقة العربية بأسرها، وقد طالت هذه الأحداث سيادة دول ومنها الإمارات، كان ينبغي على هذه الجمعية أن تكون سداً وصداً ورداً لكل ما يسيء إلى أمن البلد، وكل ما يعكر صفو الاستقرار والطمأنينة، وكنا نتوقع أن تقف الجمعية في المرصاد لكل غث ورث، وأن تعقد اجتماعاتها الطارئة لتحديد موقف حازم وجازم وصارم، وحاسم من أحداث أقلقت مضاجعنا وهزت مرابعنا، وألا تكتفي الجمعية لمجرد حوارات عشوائية داخل الغرف المغلقة، معتبرة ذلك أعظم انجاز حققته من أجل البلد.. الإمارات الوفية لأبنائها بحاجة إلى رجالها، الذين يرفعون رؤوسهم ساعة المحن، ويواجهون المصاعب بشجاعة ومن دون مجاملات، وما حدث من قبل الإخوان، كان يتطلب الوقوف كتفاً بكتف مع الجهات المعنية واتخاذ موقف من كثير من الأحداث، وبخاصة عندما يخص الأمر ما تستطيع أقلام الجمعية أن تفعله إزاء الخديعة البصرية التي أوقع فيها الإخوان بعض البسطاء، وكشف الأساليب والدعوة إلى جمع شمل مؤسسات مهمة في البلد، لأن تأتلف وتضع استراتيجية ثقافية تنويرية، تتجه أولاً وقبل أي شيء إلى الشباب، هؤلاء المستهدفون من قبل جماعات عرفت من أين تؤكل الكتف، وعرفت كيف تتسرب إلى الأذهان كمادة زئبقية فتاكة.. وقد يمتعظ البعض ويرون ذلك مبالغة في تحميل الجمعية من لا تستطيع حمله.. ولكن مثل هذه الردود اليائسة، لا تضع حلاً لدور الجمعية ولا تغير الجمعية في الأساس، بل تريد أن تبقيها هيكلاً عظمياً، ينام تحت جدران الصمت، والاكتفاء بـ«سوالف» المجالس، وتضييع أوقات الفراغ في تسييل النكات والضحك.. نحب جميعنا، ونود زملاءنا، ونتمنى لهم دوراً يليق بمكانتهم ويحفظ حق البلد على الجميع، والإمارات تستحق كل تفاني وعطاء، والقيادة الرشيدة وفرت جل الإمكانيات، وعلينا جميعاً أن نقوم بواجباتنا فقط تجاه هذا البلد الرائع. Uae88999@gmail.com