أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مبادرة حضارية حملت عنوان (تحدي القراءة العربي ) بهدف قراءة 50 مليون كتاب كل عام دراسي عبر التزام مليون طالب عربي بقراءة 50 عنوانا خلال سنتهم الدراسية، المبادرة انطلقت من الإمارات لكنها تستهدف الطلاب العرب في كل الوطن العربي، وعلى هذه المبادرة يمكن تسجيل ما يلي: * مازالت الإمارات رغم كل ما يعانيه الوطن العربي من خضات وويلات انعكست على التزامات الدول ومواقفها بشكل واضح أدى لتقوقع بعضها وبعده عن المشاركة في أحوال محيطه وأزمات إخوانه العرب، ما زالت الإمارات تشكل النموذج العربي ذا الثقل والتأثير الساطع، المنتمي لعروبته ولأبناء أمته حتى في أحلك الظروف والراعي الأمين لهذا الانتماء، لم تبدل الإمارات مواقفها حيال أية قضية، ولم تتنكر لأي التزام، وظل حس المسؤولية يقظا وقادرا على الفعل والمبادرة. * الرهان على العلم كان حجر الزاوية في فكر وتوجهات سموه منذ سنوات بعيدة جدا، فمنذ سنوات التسعينيات وسموه يتحدث عن التعليم وضرورة الاستثمار فيه والانفاق عليه باعتباره أمنا قوميا خالصا لا يقل عن الاستثمار في بناء الجيوش والقوات المسلحة وشراء الأسلحة، وأتذكر تصريحا لسموه في تلك السنوات طالب بألا تقل موازنة التعليم عن موازنة الدفاع، وهو تفكير يعبر بوضوح شديد عن شخصية وتوجهات وفكر سموه الرجل الساعي لخير أمته والحاكم العبقري الذي يعرف تماما ما يعنيه التعليم وما يعنيه الاستثمار في الأجيال الشابة المتعلمة، وستظهر السنوات التالية بعد أن أصبح حاكما لدبي ورئيسا لحكومة الإمارات أنه لم يتغير قيد أنملة عن مبادئه تلك، لقد اتسعت الفكرة وصارت الشجرة غابة. * من الأفكار الأساسية التي يؤمن بها سموه أنك إذا توقفت على جانب الطريق لتفكر وتلتقط أنفاسك فإن الآخرين سيمرون عليك ويتجاوزونك، العالم لا ينتظر المتباطئين في اتخاذ القرارات والمبادرات، بادر وانطلق وكن الأول دائما، ومن يصمم على الوصول فسوف يصل، البناء يحتاج قرارا والقرار يحتاج إرادة والإرادة تستند أولًا إلى القناعة، وأن هذه المبادرة لم تفاجئ الذين يعرفون قناعات سموه فيما يخص التغيير والتعليم والابتكار. * سألت سموه المذيعة التليفزيونية بعد إطلاق المبادرة: لماذا الآن أطلقتم هذه المبادرة ؟ فأجابها: ولماذا ليس الآن؟ ماذا ننتظر؟ لابد أن يبادر أحد وإلا فسنبقى في مكاننا، ولن نتحرك خطوة للأمام. وكي لا نظل نجلد أنفسنا بتهمة أننا شعوب لا تقرأ وأن أجيال العرب لا يقرؤون، كان الأولى أن نتصدى للأمر. وقد تصدى له صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.