كلنا توقعنا أن يتأهل الأهلي إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، لأن غير المعقول ولا منطقي هو ألا يتأهل، فالفريق فاز خارج أرضه بهدف أمام جمهور إيراني متعصب لفريقه، وفي دبي وقفت كل الإمارات بكل أنديتها ومشجعيها خلف الأهلي في اليوم نفسه الذي دعا فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، لرفع أعلام الإمارات وشعاراتها على البيوت والدوائر الرسمية والحكومية والخاصة، في دلالة على الروح الوطنية العالية التي تنتشر بين الإماراتيين، انتشار النار في الهشيم، منذ المشاركة في عاصفة الحزم، ومن بعدها إعادة الأمل، وصعود الشهداء إلى بارئهم، والتفاف القيادة مع الشعب، في مشهد عظيم في تاريخ هذا البلد، لهذا كان من الصعب أن لا يتأهل الأهلي أمام جمهور ملأ جنبات الملعب، ودعاء العرب كلهم له بأن يكون شريكاً لشقيقه الهلال السعودي في نصف النهائي، وهو ما حدث فعلاً . وقد يكون تأهل الهلال معتاداً لفريق يحمل لقب نادي القرن في آسيا، ولكن التأهل كان تاريخياً للأهلي الذي يفعلها للمرة الأولى في تاريخه الممتد لخمسة وأربعين عاماً، وبعد أربع مشاركات سابقة كانت أولاها غير موفقة عام 2005 وثانيها عام 2009 كانت أسوأ من الأولى، ولم يتعادل سوى في مباراة، وخسر خمس مرات، مرتان منهما أمام الهلال السعودي، وفي الثالثة عام 2010 كانت مثل سابقتيها تقريباً وحقق فوزاً يتيماً، وفي الرابعة عام 2014 خرج مبكراً بفوز يتيم على سبهان وأربعة تعادلات، اثنان منها أمام الهلال السعودي وخسارة وتعادل أمام السد القطري، وها هو يكتب في المشاركة الخامسة التاريخ، ويتأهل إلى نصف النهائي لمواجهة الهلال من جديد، ليحل مكان شقيقه العين الذي وصل لنصف النهائي أمام الهلال تحديداً عام 2014 وخسر في الرياض بالثلاثة، وفاز في العين بهدفين لهدف، ليتأهل الهلال إلى النهائي ويخسره أمام ويسترن سيدني الأسترالي. الأهلي بإدارته ومحترفيه ومواطنيه وجماهيره وشعب بلده حقق الأربعاء ما خطط له عبدالله النابودة منذ لحظة استلامه لرئاسة مجلس إدارة شركة الأهلي ويستحقون جميعاً الإشادة والتقدير والتهنئة.