صباح الجمعة الماضية لم أكن أتصور أن أي خبر يمكن أن يغير كآبة ذلك الصباح الذي توشح بالحزن لوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، وللأمانة كانت الأحاديث الرياضية ليلة الخميس في معظمها غير متفائلة بأن يتجاوز العراق إيران، وتتجاوز الإمارات أصعب منتخب في القارة وحامل اللقب وصاحب المحترفين في أقوى دوريات العالم، ولكن ما لم يكن متوقعاً حدث بالفعل. وحتى أكون أميناً أكثر معكم ومع نفسي، فقد كانت نسبة تجاوز العراق لإيران أكبر بكثير لدى «المراقبين» من النسبة الإماراتية اليابانية. ولكن العراق تجاوز إيران بعد ملحمة كروية لا ننسى وقائعها ولا حقائقها والتي قد لا تُعجب البعض، وأقول هذه الكلمات وقلبي وعقلي وروحي وعاطفتي عراقية مئة في المئة «وإماراتية طبعاً ومع كل منتخب عربي يلعب ضد آخر غير عربي»، وتوقعنا أن يتمكن العراقيون من حسم المباراة في وقتها الأصلي قياساً على النقص العددي في صفوف منافسهم، ولكن المباراة وصلت إلى ركلات الترجيح، ووقتها كان الكثير من العراقيين متشائمين، وأرسل لي بعضهم متخوفين من ركلات الترجيح التي رجحت كفة العراقيين في النهاية.وبينما كان العراقيون يحتفلون بدأت المواجهة الإماراتية اليابانية التي شهدت هدفاً تاريخياً لعلي مبخوت في الدقيقة السابعة، توقعنا بعده أن نشهد فورة وثورة يابانية، وهو ما حدث فعلاً، ولكن الكرة أبت أن تهز شباك ماجد ناصر، لا بل كاد الإماراتيون أن يزيدوا الغلة بهدف ثانٍ لمبخوت نفسه من تمريرة ساحرة من أفضل لاعب في البطولة برأيي، وهو عمر عبدالرحمن.وعاد التشاؤم بعدما سجل شباساكي هدف التعادل لليابان قبل تسع دقائق من نهاية الوقت الأصلي، ووقتها قال الكثيرون «مش مكتوبة للأبيض»، ولكنها كانت بقدرة قادر مكتوبة ونص للإمارات التي وصل لاعبوها لضربات الترجيح واحتفظوا برباطة جأشهم، لتحقق الإمارات المفاجأة الأكبر في البطولة بإقصائها حامل اللقب والمنتخب الأقوى، قبل مواجهة الإمارات واليابان غردت على حسابي في تويتر قائلاً «المنطق يقول اليابان مرشحة والقلب يقول إن لا شيء مستحيل في عالم كرة القدم»، وفعلاً لا شيء مستحيل.