قبل مباراة منتخبنا أمام إيران في ختام دور المجموعات، كان منتخبنا متصدراً للمجموعة بفارق الأهداف، وكان معظم المتابعين وكنت من بينهم نتمنى الحفاظ على الصدارة تجنباً لمصادمة متوقعة مع المنتخب الياباني في الدور الثاني، لم يكن ذلك فقط ولكن كان الأمل أن يتمكن هذا الفريق من تسجيل الفوز التاريخي الأول والذي طال انتظاره على حساب إيران. خسر منتخبنا المباراة رغم أفضليته الواضحة معظم فتراتها، ورددت في نفسي أليس لهذا الليل من نهاية؟ فإذا لم نفز على المنتخب الإيراني في يوم مثالي كهذا فمتى نفوز؟، كما أن مواجهة المنتخب الياباني باتت على الأبواب، وكانت بانتظار التأكيد الرسمي وحسب. ليس خوفاً من المنتخب الياباني ولا تقليلاً من منتخبنا، ولكن كنت أقول ليس هذا وقتها، لقد جاءت مبكرة للغاية، كنت أتمنى تأجيلها إلى أبعد وقت ممكن، كنت أتمنى مقابلة ثاني المجموعة الرابعة أياً كان، ولكن جاءني من هو أعلم مني، ويعرف لاعبي المنتخب أكثر عني، وبالحديث معه طمأنني، فقال لي «لعلها خيرة» و«رفجتك نفوز على المنتخب الياباني». تلك كانت «رفجة» مترف الشامسي مدير المنتخب الذي كان يحدثني بلهجة الواثق، وذهب إلى ما هو أبعد من ذلك عندما أكد لي أنه لن يبقى مع المنتخب يوماً واحداً، إذا لم يحقق الفوز على اليابان، لم تكن ثقة مترف العمياء في اللاعبين ناجمة عن فراغ، ولكن عن معرفة حقيقية على مر السنوات التي عمل فيها معهم، فهو يعلم طيب ونقاء معدنهم، ويدرك إخلاصهم وتفانيهم في سبيل وطنهم. «لعلها خيرة»، تلك كانت الجمل الأكثر صدقاً في الواقع الذي تحقق، فقد فاز المنتخب الإيراني على منتخبنا وعاش لاعبوه وجهازه الفني في فرحة غامرة لا تفسير لها، إلا أنها فرحة النجاح في تحاشي اليابان، وخسر منتخبنا فبدأ الإعداد النفسي والذهني للاعبين لمواجهة أصعب منتخب في البطولة، وكانت النتيجة النهائية أن الإيرانيين تجنبوا اليابان واستسهلوا العراق ففشلوا في تجاوزه، وذهبنا إلى ما لم نكن نتمناه ولكن لم نخشاه، وكان التجهيز النفسي على أعلى مستوى فعبرناه. لا خوف على منتخبنا وهو تحت هذه القيادة الإدارية المميزة والواثقة، محمد عبيد حماد وعدنان الطلياني ومترف الشامسي، ولا خوف علينا، ولدينا مدرب لا يخشى الصعاب ويعشق التحدي، لا خوف على منتخب الإمارات ومدربنا مهدي، لا خوف علينا لا خوف، «ورفجة مترف».