في غضون فترات وجيزة تكشفت خلايا إرهابية في الكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين، وكلها تتحرك بإشارات وارتباطات إيرانية. وكان لافتا الكميات الهائلة من الأسلحة التي ضبطت مع عناصر تلك الخلايا. في العاصمة البحرينية وحدها، قال وزير خارجية المملكة الشقيقة الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة «إن حجم المتفجرات المهربة الى بلاده عبر زوارق بحرية قادمة من إيران مؤخرا كانت كافية لإزالة العاصمة المنامة من الوجود». وفي الكويت كانت ترسانة الأسلحة الهائلة التي تم اكتشافها تُخزن على مدار الخمس سنوات الماضية تكفي لتسليح كتيبة كاملة. وفي السعودية لم تقل كميات وأنواع الأسلحة عن تلك الصور التي شاهدناها في مختلف الأماكن التي امتدت اليها أيادي إيران، وزرعت فيها عناصر حرسها «الثوري» وخلاياها التخريبية. وقبل يومين أُميط اللثام عن أسلحة صاروخية قامت الميليشيات الحوثية الموالية لإيران بتخزينها تحت أرضيات عدد من مدارس الأطفال في مدينة عدن الجنوبية معدة للتفجير مع استئناف العام الدراسي، وقرب حلول عيد الأضحى المبارك. مشاهد وصور عدة من مدن مختلفة في منطقة جغرافية واحدة، تعكس حجم ومقدار الغِل الإيراني الدفين تجاه منطقتنا ومحاولاتها المستميتة لفرض هيمنتها، وإحياء أحلامها الشاهنشاهية التوسعية البائسة، وتأجيج النزعات الطائفية والمذهبية المقيتة. قلنا من قبل، وسنظل نقول إن دولنا الخليجية تملك اليوم من الإمكانات والموارد ما يكفي ليس لزعزعة البيت الفارسي فحسب، وإنما زلزلته لأنه أوهن من بيوت العنكبوت، بما يضم من تناقضات مذهبية وعرقية. ولكنها دول تضع دوما مصالح ورخاء وازدهار شعوبها فوق أي اعتبار، وتوظف إمكانياتها ومواردها لأجل هذه الغاية السامية، وقدمت للعالم أجمع أرقى وأنجح التجارب التنموية. وبنت شراكات مع كل دول العالم تقوم على احترام مبادئ القانون الدولي وحقوق الجوار والمصالح المتبادلة. بينما يغوص إلى قاع الهاوية ببلادهم أولئك الذين تفرغوا لمغامراتهم وتصدير تجاربهم الفاشلة ومؤامراتهم القبيحة، والتي لا يدفع ثمنها سوى شعوبهم المغلوبة على أمرها، وهي تتضور جوعا بحثا عن العيش الكريم في مشارق الأرض ومغاربها. الفشل الذريع والمدوي لسياسات ملالي طهران في مناطقنا الخليجية والعربية، تتطلب من العقلاء - إن وجدوا - هناك، إعادة النظر فيها، لأنها لم تعد تجدي، بل تناسلت عقماً في كل زمان ومكان.