كثيرة هي المرات التي حللنا فيها ضيوفاً على الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. لا شيء يشبه رؤياه.. كل ما فيها يسر.. رؤياه عنوان للطمأنينة أننا أبناء هذا البلد وبشارة خير وفرحة بالمستقبل.. وكلام سموه صفحات من حكمة.. فيها ما قل ودل.. تأتي موجزة لكنها في العمق.. تختزل الواقع، وتفتح النوافذ على المستقبل. بالأمس، كنا مع أبطال الإمارات في الجو جيتسو، حيث استقبلهم سموه تكريماً لهم على إنجازهم في بطولة أبوظبي العالمية للمحترفين، ومعهم الصغار الذين شرفونا في كأس العالم للأطفال، وعلى مدار قرابة أربع ساعات، جلس الحضور في قصر البحر، يطلون على هذا العالم «البعيد.. القريب».. بعيد لأنهم في خيالاتهم كما حكايا الأبطال في قصص السمر، وقريب لأنه لم يوصد في يوم دوننا باب.. بالأمس، تأكدنا مجدداً كم نحن محظوظون، فلم يكن خافياً على أي منا حجم مشاغل سموه الكثيرة، وأنه يقضي ساعات النهار والليل في استقبال وفود ووداع أخرى وبحث معضلات واتخاذ قرارات، لكن سموه وسط كل هذا، لم يبخل على أبناء الوطن بقرابة ساعتين، قضاهما معهم، يتحدث إليهم، ويهنئهم، ويلتقط معهم الصور التذكارية.. يداعب هذا ويسأل ذاك عن أهله وحاله، ويتجاذب أطراف الحديث مع هؤلاء.. تراقبه العيون، وفيها الكثير من الرضا والغبطة أن سموه من قادتنا، فكم نحن فخورون بك سيدي، وكم هي الأقدار سخية معنا، فمنحنا رب العباد هدية بكل الهدايا.. منحنا من يضعوننا بين الجوانح.. كل ما ينشدون سعادتنا، ورقينا ونهضتنا غاية ما يريدون. بالأمس، لم تكن الرياضة وحدها حاضرة هناك، لكنه كان كل الوطن، مسؤولون ورياضيون واعلاميون ولاعبون وبعض آبائهم، وفي هذا العالم، أدركنا حقيقة المسألة.. إنه الوطن.. والجو جيتسو، وأياً كانت فنياتها وبطولاتها، ما اختارها الوطن إلا لتكون مشروعاً لجيل ناهض.. اختارها الوطن لتكون نافذة للمستقبل، مشرّعة بامتداد الشمس على ربوع وطننا الغالي. تلك هي المسألة.. تقرأها في كل الوجوه التي تواجدت هناك في قصر البحر.. تسابق الزمن، راغبة في أن تخطو فوق الأيام حتى تحمل الراية.. رأيتها في عيون خليفة ونايف وخالد وحمد وعشرات غيرهم، يتقلدون الذهب في سن صغيرة.. لكنهم بدوا رجالاً .. أتعلمون: هذا ما يريده الوطن.. يريد لأبنائنا أن يشبوا رجالاً .. أن يلامسوا المجد في تلك السن الصغيرة.. أن يعلموا أن الرخاء ليس في المال فقط.. ليس في نزهة في المراكز التجارية ولا في استعراض للثروة.. لكن الرخاء في النفس، وعلى نفوس أبنائنا أن تشب من الآن على القيم. كل من كانوا هناك لم يتمنوا لأبنائهم أكثر مما كان حاضراً أمامهم.. جيل نفاخر به و«فلذات أكباد» بأجنحة الفخار، تقرأ على جباههم سيرة المستقبل لوطن أبيّ كل ما فيه رائع.. ولم لا وقادتنا يرسمون على الخرائط نقوش الفخر.. لم لا ولا شيء ينقصنا إلا أن نقول «نريد». بالأمس.. كانت الرسالة.. كل ما فيها ناصع من «العنوان» إلى السطر الأخير.. وفي «عالمية أبوظبي» التي توجت أبطالنا بالذهب، كان عنوانا لمن لا يجيد قراءة ما بين السطور. كلمة أخيرة: عندما يكون الوطن هو «المسألة» لا وقت للأسئلة.. كلنا خلف راية القيادة mohamed.albade@admedia.ae