كم تتعاظم أمام الرائي مشاهد وصور مواقف أهالي وذوي شهداء الوطن، والمتابع يرصد على امتداد مدن وبلدات الإمارات وقفاتهم الشامخة، وهي لا تقل شموخاً عن تضحيات فلذات أكبادهم ممن جادوا بأغلى ما يملكون، وسطروا بدمائهم الزكية الطاهرة أروع ملاحم المجد والبطولات انتصاراً للحق وامتثالاً لأوامر القيادة بالمشاركة في عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، والوقوف إلى جانب الشرعية، ونصرة أهلنا في اليمن. ستظل هذه التضحيات شامخة في ذاكرة الأجيال، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إننا في الإمارات «لن ننسى تضحيات شهدائنا ما حيينا، بل سنرفع هاماتنا عالياً بوقفاتهم البطولية، وما تحلوا به من إقدام وشهامة وبسالة ستبقى دروساً وعبراً خالدة في الثبات والتضحية، تفتخر بها الأجيال على مر السنين والأزمان». إن التلاحم والترابط الوطني الذي يسود مجتمع الإمارات هو قيم وغرائز عريقة نشأ عليها أبناء الوطن، خلفها لنا الآباء والأجداد، وتتجلى معانيها وصورها في أوقات الشدائد والملمات، وواجهها الإنسان الإماراتي بكل عزيمة وصبر وتحدٍ وجلد، مواقف وطنية هي صمام الأمان لمستقبل زاهر ومشرق لدولتنا. صور ومشاهد عظيمة شامخة، عصية على إدراك واستيعاب أولئك الأقزام والتُبع ممن يتاجرون بالأوطان والأديان، واستمرأوا الخنوع لمرشد الضلالة والتضليل وذل التبعية لأسيادهم في طهران. اعتقدوا بترديد مزاعمهم وأكاذيبهم أنهم قادرون على النيل من هذه الصورة العظيمة لمجتمع الإمارات الذي تداعى من أقصاه إلى أقصاه لتجسيد وتسجيل أبلغ معاني وملامح الفخر والفرح بهذه التضحيات الغالية لشهدائها، والمواقف النبيلة الأصيلة لذويهم. كم جعلتنا تلك الأم العظيمة نحبس دموع الفخر والفرح، وهي تخاطب «أبو خالد» لدى عيادته ابنها المصاب ألا يعيده إليهم، وإنما يعيده إلى ربعه في ميدان البطولة والشرف، وما يرجع إلا بالعلوم الطيبة. وأم شهيد آخر تقول بنخوة الأصالة نحن بأنفسنا مستعدون للذهاب إلى الخطوط الأمامية، و«كلنا فداء الوطن». مشاهد ولقطات شامخة ومعانٍ عظيمة جليلة، لا يمكن أن يستوعبها شهود الزور الأقزام الذين نصبوا أنفسهم محللين، على فضائيات الحقد والضلالة الممولة من إيران ومن والاها، فأرعووا أيها النكرات... إنها الإمارات.