كان الكلام أبلغ من الصحائف والكتب لأنه حديث نابع من قلب محب عاشق لشرف الشهادة والذود عن الوطن والتضحية في سبيل الحرية، ودحر العدوان وكسر شوكة الطغيان، وقهر الأشرار ومن في قلوبهم غرض ومرض.. البطل الإماراتي المصاب في ساقه وإحدى يديه قالها بإيمان وثقة إنه يريد أن يلتحق برفاقه في ساحة الوغى ليثأر للشهداء، ويؤكد أن الموت في سبيل قضية نبيلة شرف عظيم يتمناه كل مواطن إماراتي، وهذه الكلمات لهي النبراس الذي يضيء طريقنا باتجاه الحقيقة، هذه الكلمات نجمة الفجر التي تدق أطرافها المشعة أحداق العيون، لتقول إن النهوض من شيم الإمارات وأن قوة الشكيمة هي سمة من سمات هذا الشعب الأبي الذي لا يرضى لضيم ولا ظلم يمس الشقيق أو الصديق أو أي إنسان يعيش على هذا الكوكب.. هذه الكلمات موجة عارمة سوف تغرق مراكب الغزاة والخونة وسوف تطيح بمآربهم ونواياهم، لأن ابن الإمارات يدفق بدم الحرية والسلام وحب الناس أجمعين، هذا المبدأ تعلمناه من مدرسة زايد الخير وسار الجميع على هذا النهج ملبياً نداء الضمير، مستنيراً بنور الحكمة الخالدة التي زرعها زايد الخير في نفس كل إماراتي، ويكفينا شرفاً وكبرياء ونحن نسمع إخوة عرباً وسواهم عاشوا بيننا وهم يرددون: النصر للإمارات وكلنا فداء لهذا التراب العزيز، هذه العبارات لم تأتِ من فراغ وإنما هي نتاج تربية أخلاقية ودينية وعروبية تعلمها هؤلاء من مدرسة الإمارات، من بيئة الإمارات، من أخلاقيات الإنسان الإماراتي الذي ينثر الحب كما ينثر الماء والهواء، وعندما يسمع هؤلاء حديث البطل الإماراتي وهو يرقد على فراش المرض مصاباً بجرح غائر فإنهم يزدادون عزيمة وصلابة، يزدادون إيماناً بأن هذا الشعب يمثل أسرة واحدة، والقيادة الرشيدة هي الوالد والحامي، هي المحتضن لكل مشاعر الأبناء، ولاشك أن الحرب محنة ولكن عندما تكون من أجل نصرة قضية عادلة، تكون الحرب وازعاً ودافعاً من أجل الخلاص ومن أجل تحقيق الأهداف السامية ليقول الجميع: وما رميت ولكن الله رمى؛ لأن الله مع الحق وأن الله دائماً ناصر المظلوم وقاهر الظالم والباغي.