فقدت الأمتان العربية والإسلامية والعالم بأسره فجر أمس رجلاً وقائداً قلما يجود به الزمان، برحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة. قائد فذ ذو مواقف وبصمات وأياد بيضاء دوماً إلى جانب البسطاء داخل المملكة وخارجها، وأينما تطلب الأمر قضاء حوائج الناس. كما كانت الحكمة التي ميزته حاضرة في كافة المواقف الخليجية والعربية والدولية، تنير الدرب للجميع من أجل العمل المشترك خدمة للإنسانية قاطبة. لقد كانت مشاعر الحزن والأسى التي غمرت الإمارات من أقصاها إلى أقصاها تعبيراً صادقاً وأصيلاً لما يكنه أبناء هذا الوطن الأصيل لقامة بحجم فقيد الإنسانية، كانت له دوماً مواقفه المشهودة في مسار العلاقات الأخوية الراسخة القدم بين البلدين والشعبين الشقيقين، وفي دعم مسيرة العمل الخليجي المشترك التي تضيئها بصمات ومواقف الراحل الكبير. ولا زلنا نتذكر الاحتفاء الشعبي الإماراتي باختياره الشخصية الثقافية لجائزة «الشيخ زايد للكتاب» وإطلاق اسمه على أجمل وأهم شارع في العاصمة أبوظبي العام الفائت، تقديراً واعتزازاً لرجل ملَك القلوب بمواقفه المبدئية المشرفة وإنسانيته المشهود لها. كما كان اعتزازاً بدوره لما تحقق بتوجيهاته من مستوى رفيع لعرى العلاقات المتينة بين البلدين والشعبين الشقيقين تجلت بتشكيل لجنة عليا مشتركة في أنموذج ملهم لعلاقات أزلية ترتكز على روابط مشتركة من وشائج القربى والانتماء وتقوم على صون المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل، وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين. دعائم من الحكمة وصوت الحق والاعتدال كانت تميز دوماً نهج الراحل الكبير في ترسيخ مكانة المملكة وعلاقاتها بالآخرين، باعتبارها مركز ثقل العالمين العربي والإسلامي. وفي هذا المصاب والمقام الجلل نسأل الله أن يتغمد فقيد الأمة بواسع رحمته وفسيح جناته ورضوانه، وأحسن الله عزاءنا وعزاء أشقائنا في المملكة العربية السعودية، وعظم الله أجرنا وأجرهم، وجبر الله كسرنا وكسرهم، ولا نقول إلا كما يقول الصابرون إنا لله وإنا إليه راجعون. ونبتهل للخالق عزوجل أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز للمضي على ذات النهج. وإلى جنة الخلد.. أبا متعب.