للأبطال حظ خاص يرتبط بهم.. للشجعان دروب مختلفة تسلكها لهم.. للعظماء أدوار كبيرة لا تنتهي بسرعة.. هكذا كان «الأبيض» في ظهيرة يوم أمس.. هكذا كان رجال المنتخب.. تركوا المتعة جانباً.. تخلوا عن الهجوم هذه المرة.. طبقوا خطة مدربهم المحكمة.. نفذوا أسلوباً جديداً لم يقدموه من قبل.. فمطبات الحياة تتطلب منك أن تتكيف مع بعض عراقيلها.. وبعض العواصف عليك أن تنحي لها ولا تواجهها.. وهذا ما كان أمام اليابان.. منتخب قوي.. متماسك.. متمرس.. ذو خبرة وعزيمة.. جاء من أجل اللقب.. فكان علينا ألا نكابر أمام هذه الحقائق ولا نتجاهل كل نقاط القوة لديهم.. فالمهارة قد تغرقك أحياناً، والهجوم قد يجعل مرماك أبواباً مفتوحة.. وتطبيق الخطة الواحدة ستكشفك لا محالة. بالأمس لم تكن مباراة اللاعبين، بل كان فكر «مهدي».. فكر في تنفيذ خطة معقدة.. واجتهد في تطبيق أسلوب لعب صعب.. تعب بعض اللاعبين منها، ولكنها كانت الفكرة المناسبة لإقصاء اليابان. بالأمس وقف مهدي وهو يشاهد كيف يقف لاعبوه بخطته الجديدة.. تتغير الأدوار مع اختلاف مكان الكرة.. وتمتزج المراكز مع كل هجمة.. قد يقول البعض أن اليابان كانت أفضل.. وأقول لهم: إن اليابان استحوذت وسددت.. ونال عدداً كبيراً من الركنيات، ولكن كم كرة خطرة حقيقية اتجهت صوب مرمانا طوال المباراة مقارنة بالضغط والاستحواذ. يوم جمعة.. يوم العائلة الكبيرة.. ترقب الآباء.. حماس الأبناء.. انتظار الأطفال.. ودعاء الأمهات والجدات.. الأبيض بالأمس جمع كل البيوت.. وربط كل العائلات بموعد ظهوره.. وقف الجميع تحية للعلم.. وتسمر الكل أمام التلفاز.. المشاعر متشابهة.. والتشجيع لا يتوقف.. ومن يتشاءم يأتي المتفائلون ليقنعوه بأننا سنفوز.. وقف الجميع وهم يتابعون ضربات الترجيح.. هذا يشاهدها من بعيد.. وهذا يتمم ببعض الدعوات.. وهذا يقف أمام الجميع ويقولها سنفوز بإذن الله.. هكذا كان نهارنا بالأمس.. جمعنا حب الأبيض.. وجمعنا يوم الوطن.. فتجمعت كل البيوت تتنظر بشارة خير من أقصى الجنوب إلى كل الإمارات. كلمة أخيرة أصدقائي اليابانيين.. هل تذكرون حظكم في نهائي آسياد جوانزهو، تألمت قلوبنا يومها فذوقوا من الكأس نفسه اليوم.