نحن لا ننفعل ولا يمكن أن تستدرج الإمارات الشامخة القوية المتوحدة إلى الطائفية والإرهاب القولي والفعلي، لا ننفعل ولا يمكن استدراجنا، لأننا نجيد قراءة الأحداث والأقوال والأفعال، ونعرف مراميها ومقاصدها، لذلك لا تدهشنا أبداً أقوال قائد وزعيم الحشد الشعبي في العراق مقتدى الصدر وتدخله المقيت في حكم الله ـ عز وجل ـ بادعائه أن شهداءنا الأبرار في اليمن ليسوا شهداء! وللأسف لم يعد يدهشنا شيء يخرج من العراق أو لبنان أو غيرهما من العواصم التي سقطت في قبضة أصوات فارسية تتحدث العربية، بل إننا نتساءل بمرارة: أين العراق الآن؟ ومن الذي يتحدث باسمه؟ ومن الذي يرسم سياسته إن كانت له سياسة؟ لا جواب على هذه التساؤلات سوى أن في العراق الآن أصواتاً تتحدث باسم إيران الفارسية الطائفية.. وأن أي سيناريو للأحداث حتى سيناريو داعش والحشد الشعبي وكل الجماعات الإرهابية يتم وضعه في طهران، ويتولى تنفيذه قاسم سليماني ومقتدى الصدر وأمثالهما في العراق أو سوريا أو اليمن أو لبنان أيضاً. مقتدى الصدر وأمثاله من أبناء مقاول الهدم الإيراني يقولون ويكتبون ما يملى عليهم من طهران – لم يعد ذلك سراً – فقد أصبح اللعب الإيراني في المنطقة العربية على المكشوف من خلال أيدٍ عربية مزيفة مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وسوريا، وهذه ليست لعبة مذهبية، كما يتصورها البعض، ولكنها لعبة تمهيد الأرض للإمبراطورية وللأحلام الفارسية - التي لن تتحقق أبداً - فيجب أن ندرك ويدرك الجميع أن المذهب الشيعي لا يعني إيران من قريب أو من بعيد بدليل ما يشار إليه عن علاقتها بتفجيرات مساجد الشيعة في السعودية والكويت وقتل مئات الشيعة العرب، ولو أعلن «داعش» مسؤوليته عن التفجيرات، لأن داعش خلطة وصناعة إيرانية معروفة لتدمير المنطقة وتمهيد أرضها من خلال الفوضى والإرهاب لتنفيذ المخطط الفارسي. كلام الصدر لا قيمة له، ولا ننتظر منه أو من غيره شهادة حول شهدائنا الأبرار، ولكننا نتمنى أن يتوقف هو وأمثاله عن المتاجرة بالقضية الفلسطينية التي ضيعوها، بل باعوها للمحتل بكلماتهم الخادعة والكاذبة، ولو كان صادقاً ففلسطين قريبة منه فليرنا شجاعته وصدقه! ولكننا لا نقبل منه ومن غيره أن ينشر الأكاذيب عن الإمارات وأن يدعي بأنها تجوع الشعب اليمني وتقتل أطفاله، فالصدر ومقاوله الإيراني يعرفون تماماً من الذي يجوع الشعب اليمني ومن الذي يقتل أطفال اليمن ونساءه ومن دمر هذا البلد ويسعى للسيطرة عليه، في المقابل يعرفون تماماً كما يعرف العالم من يصرف الملايين من الدولارات، ويضحي بأرواح أبنائه من أجل أمن واستقرار اليمن وشعبه.. ولو تكلم الصدر بلسان عربي أصيل وقلب عربي حقيقي وعقل عربي حر لما أدلى بذلك التصريح المخزي في حق نفسه وحق بلده، ولكن لا لوم عليه، فالقرار بيد المقاول الفارسي وما عليه سوى التنفيذ. كما أننا لا ننتظر ممن لم يعزينا في شهدائنا ومن أي من المسؤولين في العراق أن يدافع أو يقول إن الصدر يعبر عن وجهة نظره الشخصية لا عن وجهة النظر الرسمية العراقية.. لا ننتظر شيئاً من هذا كله، لأننا ندري أن شأن العراق بكل أسف يدار في إيران وهذا لم يعد خافياً على أحد، وندرك أن ما يغيظ الصدر وباقي أتباع المقاول الإيراني أن الإمارات واعية تماما لأجندة وسيناريو تغذية وتسمين الإرهاب في سوريا والعراق ولبنان واليمن من أجل استنزاف الأمة العربية حتى تسقط بأيديهم، لكن الإمارات ماضية مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وباقي الأشقاء العرب في التصدي لهذا المخطط وعازمة على حماية العروبة منه ولن تتراجع في اليمن حتى يتحقق النصر ويعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وشهداؤنا بإذن الله أبرار عند ربهم يرزقون، ولو كره الكارهون والمصابون بأمراض وهذيان الصدر.