الثقافة أولاً، الثقافة ما بين الصلب والترائب، الثقافة في الحُلَم واليقظة، الثقافة في اللحظة الراهنة، وفي عمق التاريخ، لأنها السطر الأول، في صفحة البناء والتعمير، ولأنها النظرة الأولى في الحب الذي يدير العلاقة الإنسانية بشفافية، وحرقة لذيذة. الثقافة هي هكذا كما يلهج بها ويتهجى مسرحها الأنيق، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حين يؤكد بوضوح أنه قد آن أوان الثقافة بدل الكونكريت، وهو الدارس، والنابس، والفارس في هذا الميدان، والمتغرس دوماً في فصول الرواية الحضارية، وما أنتجته الثقافة الإنسانية من مشاهد رائعة وناصعة، تؤكد أن ما من قوّة تطفئ حرائق الحروب والعبث سوى ثقافة مؤسسة على الحب، منضوية في حزمة قيم ومعارف وثوابت، ونظم تؤسس لقيام حضارة معنية كثيراً بالهم الإنساني، مفتونة بشجونه وشؤونه، متطهرة من براثن وضغائن، منسوجة من حرير الفلسفة التنويرية. هكذا يفهم سموه العلاقة الإنسانية، وهكذا يتأسس فكره، على ثوابت ثقافية، تثري الذاكرة بالخصوبة، وإنتاج إنسان متحرر من عقد النقص ومركبات الدونية والعصاب القهري، وانفصام الشخصية. ثقافة التكامل والتواصل مع الآخر بكل ثقة واتزان، وحصانة من الانزلاقات الأرضية أو عوامل التعرية. ثقافة يريدها سموه أن تكون المرادف الحقيقي، للبناء المادي، والصنو الواقعي لتكريس حياة متشبعة بالرفاه العقلي والبذخ النفسي، ما يجعل الإنسان يقف على أرضية صلبة مبنية من عرق الجهد الثقافي، والإبداع في مختلف الصعد. اليوم نجد الإمارات تمضي بالإنسان نحو غايات مجللة بالفعل الثقافي النير، مكللة بإبداع قادتها وما يمثلونه من أنا أعلى، ومثال ونموذج يحتذي بهما الأبناء، فيسيرون على النهج بخطوات واثقة ثابتة، يلتحمون مع سياسة أصحاب القرار، الثقافة بحب من يلتف حول مركز الدائرة ومن يحقق الأمنيات مؤزراً بالدعم المادي والمعنوي من جهة قيادة رشيدة تعي الأهمية القصوى للثقافة كعمود فقري للنهوض بأي مجتمع ولارتقاء أي حضارة. Uae88999@gmail.com