الحمد لله حمداً كثيراً حتى يبلغ منتهاه، يوم الأمس كان من أيام الوطن الخالدة، حقق فيه منتخبنا الوطني المراد، وتأهل إلى الدور نصف النهائي لمسابقة كأس آسيا بعد الفوز على اليابان حامل اللقب، وبعد مباراة تلاعبت بأعصابنا، وتأرجحت فيها أحلامنا، يحق لنا أن نفرح، يحق لنا أن نفخر، فهناك يرفرف خفاقاً علمنا، وهذا هو فريقنا وهؤلاء هم رجالنا. لم نكن الأفضل وواجه لاعبونا ضغطاً هجومياً رهيباً من ماكينات يابانية لا تعرف التعب، ولا تخلد للراحة والهدوء، ومع ذلك تماسك اللاعبون وحافظوا على تقدمهم في المباراة بهدف سجله اللاعب رقم 7 في الدقيقة رقم 7، سجله أفضل مهاجم خليجي في الفترة الحالية وأحد أفضلهم في آسيا والوطن العربي، سجله علي مبخوت. لم يتخاذل لاعبونا، لم يصابوا بالذعر واليابان تتعادل قبل 10 دقائق من نهاية المباراة، حافظوا على ثباتهم، كان الموقف مرعباً لنا نحن الذين كنا نشاهد على الشاشات، أشفقنا عليهم وهم في أرضية الملعب، ولكنهم تسلحوا بالتركيز التام وواصلوا القتال حتى النهاية، لم يكن هناك حل آخر سوى قيادة المباراة إلى الأشواط الإضافية ومن ثم جرها إلى ركلات الجزاء الترجيحية، التي قادتنا إلى الدور نصف النهائي للمرة الثالثة في تاريخ كرة الإمارات. كان يوم الأمس يوماً عربياً خالصاً في استراليا، كان يوم النصر العربي في القارة الآسيوية، وقبل مواجهتنا مع اليابان كانت العراق تجهض أحلام المنتخب الإيراني، في استعادة أمجاده الأسيوية الغابرة، وبركلات الجزاء الترجيحية، استعاد العراقيون الكثير من ذاكرة 2007، وذلك الجيل الجميل، عندما تغلب «أسود الرافدين» على ظروفهم قبل الخصوم، عندما حققوا إنجازاً تاريخياً كان اقرب إلى المستحيل. انتهت مرحلة أخرى وبدأت مرحلة جديدة، لننسى اليابان ولنتطلع إلى ذلك القادم من بعيد، ولنبدأ في الإعداد والتجهيز، ولنحافظ على معدلات التواضع ولنضاعف من نسبة التركيز، ومن أجل الوصول إلى أهدافنا، لابد أن نؤمن بأننا لم نحقق شيئاً حتى الآن، ولا زالت أقدامنا ثابتة على الأرض، هدفنا القادم هو مواجهة الكنجارو الاسترالي، الفريق صاحب الأرض والجمهور. مسك الختام: مع هذا الجيل لابد أن يكون للحلم بقية، فالقادم دائماً أجمل مع هذا المنتخب، ورغم أننا تجاوزنا اليابان حامل اللقب، إلا أن المهمة لا تزال شاقة والقادم أصعب.