لأن حياتنا أصبحت معقدة، تطلبت الأمور خلق أشياء ذكية للتعامل مع أي شيء يمكنه أن يجعل من حياتنا سهلة وميسرة، فمن «سمارت تي في، إلى سمارت فون، إلى سمارت كار، أخيراً ظهر سمارت رنك»، والتي تصدت له واحدة من أكبر منتجي الهواتف الذكية في العالم، ليتم طرحه قريباً في الأسواق، ويقال إن هناك طوابير من النساء عليه من الآن في كافة متاجر العالم، وهناك طلبات تفوق الحد عبر الإنترنت، فالإعلان عنه جعلهن يتهافتن عليه، ليس بسبب رخص ثمنه أو لأنه من حجر كريم، يمكن التباهي به أمام القرينات والترائب، ولكن لأن له وظيفة أساسية، ومهمة في حياة المرأة، وهي معرفة تحركات الزوج، في نهاره، وليله، ليكون نهارها مفرحاً مطمئناً وهي تتابع مسلسل «حريم السلطان»، وفي الليل تبات قريرة العين، دونما أي كوابيس أو أحلام مزعجة، وتقول مصادر في الشركة المنتجة إن هذا الخاتم سيصبح أغلى من خاتم الـ«سولتير» لخطبة العروس، وواحداً من شروط زوجة المستقبل للقبول بزوج يمشي على الصراط المستقيم، ولا يفكر الأزواج أنها مسألة محلية، ويمكن أن يلعبوا خارج ملعبهم، ولن يكونوا تحت مراقبة «الحكم الرابع»، فإمكانية ربط الخاتم بالشبكة الدولية سهل، أو من خلال «3 أو 4 جي»، أما محاولة نزعه لإظهار للفتيات أنك غير متزوج أو أرمل قريب، فهذا بعيد، فأي انقطاع عن الإرسال، معناه أن هناك تشويشاً على الأسرة، ونبشاً في عش الحياة الزوجية، ويقول لك: إن مثل هذه الخواتم يمكن للنساء أن يتراسلن بها عن بعد، ولا بحاجة إلى «واتز آب» أو «انستغرام» أو غيره، وإذا كانت في المحيط امرأة صديق أو من معارف الزوجة، فسيظهر على شاشتها وميض أن «هدفاً» أمامها، وبعد التعرف عليك عن طريق الخاتم، يظهر على شاشتها عبارة: «تراه زوج سهيلة هنا.. عندكن إياه»، وتصبح أنت من ضمن دائرتها التصويرية، مثل «بك سستر» تنقل تحركاتك وحركاتك، ويقول لك: ربما ستختفي كلمة «الماصخ» من القاموس المحلي، بسبب قلة الاستعمال، وسيخف الحلاف، و«رأس أمي، ورأس أبوي» ستختفي من مفردات اليوم بين الأزواج بفضله، وللرجال الذين يعتزون، ويعتبرون لبس الخاتم عيباً، بإمكان النساء من كثرة اتصالاتهن بالبرامج الدينية أن يظهر واحد من دعاة إحدى القنوات الإفتائية، ويرشّنا بفتوى «مزايا الخاتم الذكي في إصبع الزوج التقي»، طبعاً الأزواج سيحاولون أن يكون أصدقاؤهم من الآن فصاعداً من الـ«هكر» لمساعدتهم في التحايل، واختراق النظام الذي يسيّر الخاتم أو بث الفيروسات لتحطيم فاعليته، وسيدعون ليل نهار أن تقوم شركة أجنبية منافسة لشركة الخاتم الذكي في صنع شيء مواز له أو يخرّب عليه أو يشلّ حركته، ولو تحقق ذلك فيسمونه الرجال «سيد الخواتم»! amood8@yahoo.com