رحل الابن والأب.. رحل الأخ والزوج.. رحل الصديق والحبيب.. بقي الشهيد والوطن..كلنا راحلون ولكن كيف يكون الرحيل؟...للرحيل دائماً قصة...ولكن رحيل الشهداء أسطورة يسطرها التاريخ، التضحية بالأرواح أسمى أنواعها... تتجلى فيها القيمة ...فلا يحق الحق ولا يرسو العدل إلا بها.. فجعنا بالأمس برحيل زايد الزعيم ...وهل يرحل الزعماء!...واليوم نفجع برحيل 45 من جنود الوطن...كيف يرحل الخير..وهؤلاء أبناء زايد الخير..شهداء الوطن..كيف يرحلون وهم فينا أحياء وعند ربهم في جنات النعيم ...لم يرحلوا فمكانهم في قلوبنا وفي ذاكرة الأمة... سندرس رسالتكم لأبنائنا: - «نحن أبناء زايد الخير...أتينا للخير وذهبنا في سبيله... ولا خير في أمة لا تحمل رسالة الحق وتحمل راية العدل... نحن أبناء الإمارات... إمارات المحبة والسلام.. هل تعرفون السلام... السلام لا يقوم بالكلام وإنما بالأفعال والدماء... نفديك بالأرواح يا وطن.. فموطن العرب موطني ... ذهبنا لنزرع الأمل ولم نخش شوك الغدر...الأمل خير.. والخير نهجنا في أرض زايد... تراب الوطن غال... سندفن هناك حتى يعلم العالم أن هذا الوطن بني بسواعد رجال هبت لنجدة الملهوف...أذكرونا بدعوة». سنحكي لهم عنكم... وعن شجاعتكم.. سنحكي لهم الكثير الكثير.. واعذرونا فلن نفيكم حقكم.. شهداء الأمل وإعادة السعادة المسروقة لليمن المنكوب.. سنذكركم مع كل إنجاز لهذا الوطن.. سندعو لكم ... لن ننساكم فأنتم في دار الحق وجنات النعيم بإذن الله.. سلام على أرواح ما زالت تنبض بيننا.. سلام على أرواح طاهرة لبت نداء الجار... سلام على أبطال الوطن.. سلام على وطن الأبطال... ويكثر الكلام في هذا المقام ... فنحن أهل الكلمة وأنتم أصحاب الأفعال ولا قيمة للكلمة أمام هذه الأفعال.. ألجمتمونا بتضحياتكم...عجزنا عن البحث عن كلمات تعبر عن امتناننا لكم وتقديرنا وحزننا على رحيلكم... فلم نجد إلا الدعاء لكم... رحمكم الله وتقبلكم وإنا لله وإنا إليه لراجعون.. اللهم استودعناك أبناء الوطن في معارك الحرب والسلم فاحفظهم واحفظ قادتنا وهذا الوطن من كل سوء..