نعبر نحن الإماراتيين أياماً صعبة لم نختبرها من قبل، وعلينا أن نعبرها بأقل قدر من الخسائر وأكبر قدر من التماسك والمعنويات العالية والمتزنة، بسلام يجب أن نمر عبر هذا النفق وبقوة علينا أن نكمل الطريق على صعوبته طالما اخترناه وطالما اختارته قيادتنا ولا خيار آخر، الوطن كله بكى صباح الجمعة المنصرم والإمارات كلها تحمل اليوم حزناً جارفاً في قلبها، البعض صامت متحامل على حزنه والبعض يعبر بأقل ما يستطيع من كلمات، عن نفسي شعرت بأن قلبي سينفجر بألمه كلما تراءت لي عيون النساء الباكيات والأمهات الساهرات والزوجات الواقفات أمام الصور وخزائن الثياب وأطياف الذكريات والروائح والضحكات والوعود! ويا أصدقاء مرة إلى اللقاء.. والموت مر ! الموت اختبار والموت قدر، والذين قتلوا في سبيل الله أحياء عند ربهم يرزقون، ذهبوا إليه مكللين بالعز والفخار ذهبوا إليه شهداء ولا موت يشبه موت الشهيد، لكن الموت يبقى مراً وصعباً وكالخنجر ينغرس في الروح كل لحظة وكم سيحتاج أهل الشهداء إلى الصبر والتكاتف والتعاطف والالتفاف ليعبروا هذه المحنة بسلام ، لذا فمن المهم والعاجل أن نقوم جميعاً بمبادرات إنسانية واجتماعية لنرى هذه العائلات المكلومة مقدار وقوفنا معهم واعتزازنا بالشهداء وأن هؤلاء الرجال الذين ذهبوا في موتهم إلى أبدية الخلود هم أبناؤنا جميعاً وإخوتنا وهم جنودنا وشرفنا وعزنا كما أنهم ألمنا جميعا وجرحنا الغائر. نتمنى إطلاق أسماء الشهداء على الشوارع والمساجد وقاعات مكتبات الجامعات، وأن تخصص خطبة الجمعة لإحياء الحادثة وتذكير شباب الوطن بتضحيات رجال الوطن المخلصين وأن تحيي القوات المسلحة الإماراتية تاريخ الحادث (الجمعة الرابع من سبتمبر ) في كل عام وفاء للشهداء ولا بأس من تذكير أبنائنا وشبابنا في المدارس بالحادثة باعتبارها رمزاً بطولياً جديراً بالاحتذاء والفخر، ذلك كي لا تمر هذه التضحية الجسيمة مرور الكرام دون أن نقتبس من نور تجلياتها دروساً وعبراً وخاصة لأبنائنا الذين في أمس الحاجة للقدوة والمثال، حيث لن نجد أعظم ولا أطهر من حياة وموت الشهداء لنهتدي ونقتدي بهم. وكما قلنا بالأمس نكرر اليوم سنظل على العهد وسنقتص بالنصر من القتلة وسنحفظ الوطن كما استشهدوا وهم يدافعون عنه، لعائلاتهم أدعية الصبر والسلوان وللشهداء المجد والخلود.. ويا وطن حصناك باسم الله.