دأبت الإمارات على شق طرق الحرير باتجاه العالم، وفتح آفاق رحبة بعلاقاتها السياسية والتجارية والثقافية ودائماً ما تستدعي الإمارات في هذا التوجه، ذاكرة التاريخ، ويستدرج بقوة ذلك الكامن في ثنايا الوجدان الشعبي والرسمي وهو الحب، ولا أفق غير أفق الحب الذي تسمعه عنده أشجار الأحلام الواسعة، ولا دفق يدفع بالتي هي أحسن غير الصدق والشفافية في العلاقات مع الآخر.. لذلك نجد أن قيادتنا تعمل جاهدة على فتح الصفحات وقراءة التاريخ بشغف العاشقين والتواصل مع الآخر بروح سياسية عالية الحيوية، لأجل حياة تملأ قلوب شعوب العالم بالغبطة والسرور، بعيداً عن الشحناء والبغضاء وما من أمة سعت إلى معاداة الآخر إلا وسقطت في حفرة عدوانها، وما من أمة نهلت من معين العذوبة إلا وتسامت أغصانها وتفرعت وأينعت وأخضرت أوراقها.. اليوم وفي ظل الفضاء المفتوح تطير الإمارات بأجنحة النسور باتجاه العالم شرقاً وغرباً من دون تحديد للتضاريس بغية الوصول إلى الآخر بهوية الإمارات وصحرائها الناصعة وبحرها الأغر وبناء العلاقات المتكافئة والتلاحم مع الآخر كما هو، انسجام الماء واليابسة والزيارات التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى دول العالم، وآخرها إلى جمهورية الاتحاد الروسي تأتي تلبية لتلك المعطيات السياسية التي تنتمي إليها الإمارات وقيادتها الرشيدة، ولأن الإمارات أخذت موقعها التاريخي الذي تستحق ونالت احترام الجميع، فإن رأي القيادة مطلوب ومُلح، وتستشف منه قيادات العالم الطريق الصحيح في حل معضلات العصر وهي كثيرة، ولاشك أن المنطقة تمر بمفترق طريق، فإما النجاة وإما الضياع في متاهات التخريب، والإمارات وعت منذ أمد بعيد بما يحصل الآن في كثير من الدول، وذلك فهي سباقة في مواجهة الإرهاب وقطع دابره، وهذا الوعي يستفيد منه الآخرون في كسب الرأي الإماراتي والأخذ بناصية الحقيقة، فالإرهاب اليوم آفة العصر، ووباء شمل العالم أجمع وليس له عقيدة إلا القتل والتدمير، الأمر الذي يستدعي من جميع دول العالم التكاتف والتعاون بصدق لمواجهة عشاق الموت وكارهي الحياة.. العالم مطالب بأن يفوه بصوت واحد، لا للإرهاب، نعم لسلام يعم الكون ويحمي الأجيال من الفناء.