التفاعل الشعبي الواسع منذ اللحظات الأولى لإطلاق هيئة الهلال الأحمر حملة «عونك يا يمن»، والذي جمع في يومه الأول أكثر من 13 مليون درهم يؤكد نهجاً إنسانياً رفيعاً تجذر على أرض إمارات الخير والعطاء. «عونك يا يمن» انطلقت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لمساعدة ما يزيد على عشرة ملايين إنسان من أهلنا في اليمن ممن تأثروا بالأوضاع الإنسانية المتدهورة جراء تداعيات الانقلاب الحوثي على الشرعية. الموقف الإماراتي النبيل امتداد لجملة مواقف أخوية ومبدئية له السبق دوماً للوقوف إلى جانب الأشقاء هناك، وهل هناك أبلغ من التزام يروى بالدماء الغالية والطاهرة لشهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم لأجل اليمن وصون أمنه وأمن الجزيرة والخليج العربي بأسره؟ التفاعل الشعبي الكبير والواسع مع الحملة يؤكد متانة صلات ووشائج القربى ومبادئ الأخوة الصادقة مع اليمن وأهله، ويشمل مشاريع إنسانية وخيرية متعددة، يحرص المحسنون وأهل الخير من خلالها على مشاركة الدولة في هذا الجهد والمشروع الإنساني الضخم والقائم على عدة مستويات ومراحل لتحسين معيشة وظروف الملايين من أبناء الشعب اليمني الشقيق. لقد كانت الإمارات في مقدمة الركب، وهي تمد يد العون والمساعدة حتى قبل أن تتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك بهذه الصورة المأساوية. فقد كانت سفن وطائرات وشاحنات الإغاثة الإماراتية أول الواصلين في جسر جوي وبحري وبري متصل، حملت آلاف الأطنان من المواد الإغاثية والغذائية والطبية أشرفت عليها الهيئات والمؤسسات الخيرية والإنسانية الإماراتية وفي مقدمتها «خليفة الإنسانية» و«محمد بن راشد الإنسانية» و«الهلال الأحمر» التي كان لها شرف تبديد ظلام عدن وإعادة التيار الكهربائي وإنارة مناطق واسعة من المدينة التاريخية بعدما أصابها من خراب ودمار. «عونك يا يمن» ستتواصل على مدى شهر كامل، ويوم الجمعة المقبل ستتوحد محطاتنا وقنواتنا الفضائية لنقل التسابق الشعبي الكبير لأبناء الإمارات والمقيمين على أرضها لمساعدة أهلنا اليمن، فرّج الله كربتهم وجبر كسرهم، وحفظ الإمارات منارة للخير وعنواناً للعطاء.