ها قد عدت من صلاة الجمعة.. فأنت تترقب مباراة منتخبنا واليابان، تتبادر في ذهنك كل الأسئلة.. وتدور في عقلك كل الاستفسارات المبهمة.. تجيب على بعضها، وتترك بعضها الآخر.. تتجاهل معظمها، وتبدأ في البحث عن حقيقة المتبقي منها. أول سؤال ممكن أن تسأله نفسك، هل سنفوز على اليابان؟. هل نملك منتخباً قوياً لهذه الدرجة؟.. هل مسابقتنا المحلية مؤهلة لتقدم لاعبين يهزمون أقوى منتخبات آسيا؟.. وهل الروزنامة الثقيلة ستظهر أهم إيجابياتها اليوم، وتقدم اللاعبين في أصعب المواقف؟.. تتشعب الأسئلة مع اقتراب الموعد. وتعيد السؤال الممل والمتهالك: هل احترافنا الذي انطلق قبل 7 مواسم تظهر فوائده ومحاسنه اليوم؟. هل طريقة تخطيطنا كانت ناجحة؟، وهل الأصوات المعاكسة لخطة الموسم كانت تفكر في نفسها فقط؟.. وهل كان اتحاد الكرة ولجنة دوري المحترفين على صواب في منح الأولية للمنتخب حتى لو تكبد ذلك ملايين الدراهم من رواتب اللاعبين وهم غائبون عن أنديتهم؟؟. وهل هذا الجيل الذي أفرحنا منذ أن كانوا صغاراً تم تحضيره لهذا اليوم جيداً.. وهل كل مواقف التحفيز والتكريم ستأتي بؤكلها في ظهيرة هذا اليوم..؟ وهل اليابان منتخب معقد لهذا الحد؟.. وقوي الشكيمة لهذه الدرجة؟. وهل لو كسرنا حاجز الخوف نفوز عليهم، أم علينا أن نحذر منهم ولا نتجرأ عليهم، فالخطأ أمامهم مرفوض؟. باقٍ على المباراة عشر دقائق.. تنظر إلى التشكيلة.. تتذكر غياب وليد عباس.. ولكن عبدالعزيز هيكل لاعب ممتاز.. الخطة في رأس مهدي علي.. ولكن ماذا يفعل لوحده أمام هذا العملاق ذي العيون الضيقة. تتساءل بينك وبين نفسك أكثر.. ماذا ينقصنا كي لا نُهزم؟. مهارات لاعبينا عالية.. روحهم القتالية يضرب بها المثل. تاريخهم كان رائعاً.. فأنا لا يمكن أن أنسى ملحمة العراق في المنامة أو وقوفهم في ستاد ويمبلي وأولد ترافولد في إنجلترا.. وظهورهم الأول في الإسكندرية، حيث كأس العالم للشباب.. كل شيء معهم كان مذاقه كالحلوى والسكر. يبدأ اللاعبون في الوقوف على صف واحد تحضيراً لتحية للعلم.. تقف أنت ومن معك لا إرادياً.. تردد معهم عيشي بلادي.. بدأ اللقاء. كلمة أخيرة سنفوز بإذن الله