عندما تشعر بإقحام العنصرية البذيئة في الرياضة، وعندما ترى الشعارات السياسية تداخلت في عالم كرة القدم، وتزاوجت معه عنصريين لا ينفصلان، وعندما تسمع شكاوى كل الزائرين، مما يحدث في الملعب من الجماهير، والتي ترسل جميع أنواع الشتائم والتقليل من الآخرين، حتى لو كانوا ضيوفاً عليهم على أرضهم، وعندما تتحول مهارة اللعبة من الفن في التمرير والتكتيك والتسديد، إلى التحايل والخداع والاستفزاز، وعندما ينشغل الحكم بالخوف من ضرب البعض منهم تحت الحزام وخلف العيون، والاحتجاج طوال أوقات المباراة، فاعرف أنك ليس سوى في مكان واحد وموقع شهير امتلأ بمثل هذه التصرفات. في هذا المكان فقط، يعاني الجميع.. كل الوفود تصل مستقرة وتخرج مستفزة، حتى لو فازت في مواجهة الملعب، وآخرها ممثلنا الأهلي، كل الفرق تعاني هناك من كل شيء تتوقعه ولا تتوقعه.. فاللاعبون يسمعون كل شيء، والإداريون بدلاً من أن يهيئوا المباراة لفرقهم، ينشغل «بالهم» بأمور أخرى وجوانب لم يحسبوا لها حساب. وما تذكره بعض الوفود عن تجاربهم هناك، ربما لا تكون سوى 10% مما يعانون منهم في تلك الأرض، فحين رافقت أحد أنديتنا إلى هناك قبل مواسم عدة شاهدت كيف تتعذب فرقنا من النواحي الخدمية واللوجستية ومن الكهرباء التي تنقطع بالصدفة ليلة المباراة ومن عنوانين الصحف صباح كل حدث يجمعنا معهم. ولكن ردة الفعل الأغرب ليست هنا، بل في الاتحاد القاري الذي يدعي الحياد ويأمر بالانضباط، ويرمي عقوباته هنا وهناك وما شاهدناه في مباراة الهلال السعودي ولخويا القطري وغياب الجماهير بسبب قرار انضباطي هو موقف يؤكد أن هناك سرا في القضية، فالعين التي ترصد وتتربص مشاكلنا وخروج بعض جماهيرنا عن النص، تصاب بالعمى والصم حين تظهر كل صور العنصرية والطائفية والتمييز المرفوض بين أي ضيف يصل لهم، خاصة لو كان من الدول التي تعبر «الخليج العربي» إلى أراضيهم. ورغم كل ما يحدث فإن الإنذارات الخطية تصل إلى أنديتنا فقط، والإيقافات تقتصر على لاعبينا، وفرض منع الحضور الجماهيري على مشجعينا فحسب ولا نرى كل ذلك عليهم. هي أسطوانة مشروخة وهو موضوع مستهلك، وهو صراخ غير مسموع. وهي قضية مللنا و«طفرنا» من كثر الحديث عنها، ولكنها حقيقة يدركها الجميع، إلا المعنيين بشؤون الكرة في القارة، والمصيبة أنهم يدركون ذلك، ولكن من دون ردة فعل!. كلمة أخيرة تعالوا إلى هنا وسنعلمكم معنى الضيافة في الخارج وحقيقة كرة القدم في الداخل، تعالوا وتعلموا فقط.. نحن في انتظاركم!.