في مثل هذا الشهر، وتحديداً الثامن عشر من أغسطس 2010 توفي نور علي راشد عميد مصوري الإمارات عن 81 عاماً. الرجل الذي يعد من أوائل المصورين في الدولة، وعُرف كأول مصور رسمي في الإمارات عام 1959، وأشتهر باسم المصور الملكي أو «مصور الشيوخ» لأكثر من 60 عاماً. وسرعان ما تحول إلى جزء من نسيج البلاد وذاكرتها المصورة، موثقاً بعدسته لحظات ومراحل مفصلية من نشأة الدولة وتطورها لقربه من القادة المؤسسين طيب الله ثراهم. ذكرني بالمصور الراحل، رحمه الله، لقطتان وضعهما الزميل سعيد حمدان على صفحته بموقع للتواصل الاجتماعي أهداهما أياه «المصور الملكي» الأولى «بورتريه» شهير من تصويره لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله، والثانية لسموه مع الراحل الكبير باني دبي المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وهما في حديث هامس. وقد طرح الأمر تساؤلاً كبيراً من جانب متابعي الزميل، ويساور الجميع حول مصير الثروة الهائلة من الصور واللقطات التي تركها المصور الراحل الذي كان محل رعاية ومحبة شيوخنا، الله يحفظهم، وكذلك محبة كل من عرفه بتواضعه وحبه الشديد لعمله. خاصة وأنه ترك - كما ذكر في أحد لقاءاته الصحفية- أزيد من 3 ثلاثة ملايين لقطة وصورة ضمن بعضها مؤلفاته المصورة التي تروي ملامح من حياة قادتنا وجانبا من مسيرة التطور عندما انطلقت على أرض الإمارات منذ ما قبل قيام الدولة. شخصياً أعتز بصورة التقطها لي المصور الملكي عند مدخل أحد «الكرافانات» الملحقة بالمبنى القديم لبلدية دبي ذات يوم من عام 1976. وشاهدته للمرة الأخيرة قبل وفاته بشهور قليلة في قصر زعبيل خلال الاستقبال الرمضاني السنوي الذي يقيمه أبو راشد للإعلاميين، ورغم الوهن والتقدم في العمر والمرض كان يصر على الحضور لتوثيق لقاءات الشيوخ. بعد وفاة نور علي راشد، رحمه الله، حرص قادتنا كعادتهم دائما الوقوف إلى جانب أسرته في مصابهم، وظهرت مبادرات محدودة لإحياء ذكراه، وبالأخص من جامعة زايد التي أطلقت مسابقة للتصوير باسمه برعاية رمز الوفاء، معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس الجامعة آنذاك. ولكن يظل التساؤل شاخصاً وقائماً.