الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تخمة المعروض تثقل كاهل سوق النفط

تخمة المعروض تثقل كاهل سوق النفط
26 أغسطس 2015 21:37
لندن وموسكو (رويترز) عندما تنهار أسواق العقود الآجلة للنفط، كما حدث هذا الصيف، تتحرك الأسواق الحاضرة عادة في الاتجاه المعاكس مع مسارعة شركات التكرير إلى انتهاز فرصة النفط الرخيص للتخزين. وفي ظل الأسعار الحالية بسوق العقود الآجلة التي تحوم حول أدنى مستوياتها في ست سنوات ونصف السنة من الطبيعي أن تتعزز السوق الحاضرة، وأن ينبئ ذلك بانتعاش محتمل في سوق العقود الآجلة تكرارا للأنماط، التي لوحظت خلال الأزمة السابقة في 2008 و2009. لكن تجار النفط من شتى البقاع يقولون إن السوق الحاضرة ما زالت ضعيفة رغم كل شيء، في دليل جديد على الصعوبة الشديدة في تصريف تخمة المعروض العالمي من النفط الخام. وقال تاجر بسوق البحر المتوسط: «لا أذكر أنه خلال أي تصحيح من هذا القبيل (في العقود الآجلة) ظلت فروق الأسعار والقيم في السوق الحاضرة بهذا الضعف. ينبئني هذا بشيء واحد - أن تخمة المعروض ما زالت تثقل كاهل السوق». وهوت أسعار النفط إلى نحو 40 دولاراً للبرميل من ذروة 2014 البالغة 115 دولاراً، حيث تفاقمت تخمة المعروض الناجمة عن طفرة النفط الصخري الأميركي بفعل قرار «أوبك» الضخ بأقصى طاقة للدفاع عن الحصة السوقية، وكبح إمدادات المنتجين ذوي التكلفة المرتفعة. ومع بدء تراجع الأسعار، سارع تجار النفط الروسي والأذربيجاني والقازاخستاني والنيجيري والأنجولي إلى طرح خاماتهم بتخفيضات كبيرة في مسعى للعثور على مشترين. وتواصل ذلك معظم فترات العام الأخير، وهو ما يدحض وجهات نظر جهات مثل وكالة الطاقة الدولية والسعودية، اللتين قالتا مراراً إن الأسعار المنخفضة ستحفز الطلب، وتساعد في نهاية المطاف على تصريف التخمة. وقال تاجر روسي «طلب قوي؟ لو كان بالقوة التي يتحدث عنها الجميع لكان من الممكن تصريف الشحنات بشكل أسرع بكثير». ويباع خام الأورال الروسي بخصم يتراوح بين دولار ودولارين للبرميل عن خام برنت القياسي في شمال أوروبا، مقارنة مع خصم أقل من دولار معظم فترات 2009، عندما بدأت العقود الآجلة للنفط تتعافى من المستويات المتدنية، التي بلغتها في 2008. ويباع الخام الأذربيجاني الخفيف بسعر لا يبعد كثيراً عن أضعف علاوة سعرية له فوق برنت منذ 2010 ويحوم خام كوا إبوي النيجيري - أحد أبرز ضحايا طفرة النفط الصخري الأميركي الذي حل محله بشكل شبه كامل بالأسواق الأميركية - غير بعيد عن أدنى علاوة سعرية له فوق برنت في عشر سنوات. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قال بنك مورجان ستانلي الأميركي، أحد أكبر اللاعبين بسوق السلع الأولية في العقود الأخيرة، إن ضعف السوق الآجلة في الفترة الأخيرة يبدو مدفوعاً أكثر بالعوامل المالية لا الأسواق الحاضرة. وقال محللون بالبنك من بينهم آدم لونجسون: «في حين أن العوامل الأساسية للنفط غير قوية فإن الأسواق الحاضرة لا تبرر الضعف الكبير في السعر المقطوع». وأشار إلى أن فروق أسعار العقود الخيارية لبرنت أبدت متانة أكبر في الأسابيع الأخيرة مقارنة مع الأسعار المقطوعة، حيث تقلص فرق السعر بين برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي رغم المخاوف من تنامي المخزونات الأميركية، في حين ارتفعت قيم خامات بحر الشمال وغرب أفريقيا قليلاً في الأسابيع الأخيرة. وقال التجار إنهم يرغبون في الاقتناع بوجهة نظر مورجان ستانلي لكن ديناميات المعروض للأشهر المقبلة تنبئ باستمرار حالة الضعف على الأرجح. وقال عدة تجار في الخام الأنجولي إن الصين تكبح الشراء بما يترك كميات كبيرة من النفط في السوق، بينما كانت تحميلات أكتوبر تشرين الأول هي الأضخم منذ فبراير الماضي. ولا يوجد حتى الآن سوى سبع شحنات من الخام الأنجولي في طريقها إلى المشترين بعقود محددة المدة مقارنة ما بين 12 و15 في الأشهر الماضية. واشترت يونيبك الصينية شحنتين فقط مقارنة مع خمس شحنات في المعتاد. وتعتزم نيجيريا تصدير ما لا يقل عن 2.04 مليون برميل يومياً من النفط الخام في أكتوبر المقبل، وهو ما سيكون أعلى مستوى هذا العام. ويأتي ذلك في وقت غير موات للدول الأفريقية، حيث جرت العادة أن تكون ذروة موسم صيانة المصافي الأوروبية في أكتوبر، وهو ما يحد من كمية النفط الخام التي تستطيع أن تستهلكها. ومن المتوقع أيضا أن تشهد صادرات سبتمبر من خام الأورال الروسي طفرة مع قيام مصافي التكرير المحلية بأعمال صيانة، مما سيضاف إلى إمدادات الخامات الثقيلة القادمة من أذربيجان وقازاخستان. ومن المنتظر ارتفاع إنتاج تدفقات الخامات البريطانية والنرويجية الاثنى عشر الرئيسية إلى أعلى مستوى لعام 2015 في سبتمبر عند 1.99 مليون برميل يومياً، بالتزامن مع انتهاء موسم الصيانة الصيفية للحقول. وفي الأسبوع الحالي، ألقت شل الضوء على مصاعب بيع الشحنات عندما طرحت شحنة من خام جولفاكس - الذي يُباع عادة في صفقات خاصة وسرية - عبر نافذة بلاتس العلنية. الخام يلتقط أنفاسه لندن (رويترز) استقرت أسعار النفط أمس، بعد تحرك البنك المركزي الصيني لدعم اقتصاد البلاد، لكن الأسعار ظلت قرب أدنى مستوى لها في ستة أعوام ونصف، حيث أبقت تخمة المعروض على النظرة المتشائمة في الأسواق. وقال توماس بيو، الاقتصادي المتخصص في أسواق السلع الأولية لدى كابيتال إيكونوميكس للاستشارات، «النفط يلتقط أنفاسه قليلا وينتظر لمعرفة ما إذا كانت السوق ستعاود الارتفاع أم لا. وارتفع خام برنت 20 سنتا إلى 43.41 دولار للبرميل بحلول الساعة 1115 بتوقيت جرينتش، بينما ارتفع الخام الأميركي 15 سنتا إلى 39.46 دولار للبرميل. وسجل الخامان القياسيان يوم الاثنين أدنى مستوى لهما منذ أوائل 2009 حيث هبطا بما يصل إلى ستة بالمئة في جلسة واحدة بعد تسجيل هبوط حاد في أسواق الأسهم. وقال بيو إنه يعتقد أن سوق النفط «الأسعار الحالية في السوق تتضمن بالفعل التصور المستقبلي الأسوأ للصين... سأندهش إذا هبطنا أكثر بكثير».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©