من يرفع سقف طموحاته إلى قمة القارة، فهو بالتأكيد يمشي في الطريق الصحيح، ومن يعيد الحياة لفريقه، بعد حالة من الانهيار دليل على أن الصدفة ليس لها مكان في طريقة عمله، ومن يعرف أن الألقاب المحلية ليست كل شيء، يثبت أن جهوده ليست محتكرة فقط في صراعات الألوان الداخلية، ومن يصل إلى دور الثمانية، وهو يتلقى الخسائر في المسابقات المحلية، يدل على أن العزيمة الخاصة يمكن أن تعيد العثرات وتحول السقطات إلى قفزات عالية. من يتابع الأهلي في عهد الإدارة الجديدة يدرك أن العمل بدأ من الصفر، فريق جديد وجيل آخر جاء ليكسر الأرقام ويحطم التوقعات.. فمن بعد الانهيار الذي أصاب الفريق في عهد المدرب هاشيك، ومن ثم الأيرلندي أوليري، وبعض تعاقدات اللاعبين المواطنين والأجانب غير الموفقة، توقع الجميع أن الإدارة ستحول الفريق إلى حقل تجارب والى مجموعة لاعبين لا يعرفون ماذا يريدون، ولكن اتضح بعد ذلك أن الخطأ تم التعلم منه، وأن الهفوات حُولت إلى دروس، ليكتسح الفريق الأحمر البطولات المحلية قبل موسمين «صعد إلى المنصة 4 مرات وأحرز 3 ألقاب من أصل أربعة»، وفي الموسم الماضي حدث الانهيار الذي ظنه البعض بداية النهاية، وهي فعلاً كانت بداية، ولكن لضربة جديدة وهدف آخر، وهو الصعود إلى قمة آسيا والمنافسة مع أعتى الفرق القارية من أجل الوصول إلى المباراة النهائية. اليوم الأهلي سيكون عنوان كل الصحف المحلية، وسيكون محط أنظار كل محبي الكرة في الإمارات، سيكون الفريق ممثلاً شرعياً ووحيداً في دوري الأبطال.. وسط اتفاق وإجماع من الكل على أن الفريق الأحمر سوف يشكل صداعاً للفريق الإيراني على أرضه، وسيكون بمثابة المقصي والمنهي لطموحاتهم من مباراة الذهاب.. وهذه الثقة ليس الهدف منها الشحذ النفسي أو التعاطف مع فريقنا في مشاركته القارية، بل هي حقيقة يتفق معي فيها كل متابع للمشهد المحلي. من يتواجد في الأهلي اليوم من قيادات وتنفيذيين وفنيين ولاعبين لديهم من الحس والخبرة التي لا تحتاج من بعدها سوى الدعم الجماهيري والوقفة الشعبية على مستوى الرياضيين، ونجاح فريق «إماراتي» في القارة لا يعني سوى شيئين، استمرار لنجاحات كرتنا خارجياً وفرحة محلية على مستوى كل الأندية وجماهيرها، فنحن في دولة مختلفة ننسى فيها تعصبنا ومنافستنا المحلية إذا تحول المشهد من المسابقات الداخلية إلى اللعب في الخارج تحت ألوان العلم. كلمة أخيرة ابتداءً من اليوم.. الأهلي هو الوطن.