من صالح دورينا أن تتسع رقعة المنافسة، ويكثر عدد المنافسين، على حساب الفرق التي ترضخ للأمر الواقع بسرعة، وترفع راية الاستسلام مبكراً، لتلعب دور تكملة العدد بعد عثرة جولة أو جولتين. في السنوات الماضية، كانت المنافسة محصورة بين فرق العين والأهلي والجزيرة، وهذا الوضع يبدو طبيعياً، فهي الفرق الأكثر إنفاقاً، والأكثر سخاءً في التعاقدات، ويمثل الشباب حالة خاصة في دورينا من خلال الإنفاق المقنّن وفق حسابات خاصة، والموازنة بين الإيرادات والمصروفات، ويبدو قريباً من القمة دائماً، ولكن جماهيره تدرك قبل غيرها أن الفوز بالدوري أشبه بالمحال، وهو حلم صعب وبعيد المنال. «الزين غالي» هذا المانشيت الفريد والذي جاء على لسان عبدالله النابودة رئيس مجلس إدارة نادي الأهلي يلخص الوضع القائم، ليس محلياً فقط ولكن أيضاً على مستوى العالم، وشاهدنا كيف تراجعت قوى تقليدية في الدوريات الأوربية الكبرى بسبب عدم قدرتها على مواكبة حمى المال التي تفشت، وأصبح كبار النجوم الأبرز عالمياً يوجدون في أندية محدودة وعددها أقل من أصابع اليد الواحدة. أين ذهب الشارقة أحد عمالقة دورينا؟ لماذا أصبح عاجزاً عن مجاراة الآخرين هذه الأيام؟ علماً بأنه توج بطلاً لدورينا للمرة الأخيرة منذ 20 عاماً، وإذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه فلا تتوقعوا عودته في الـ20 عاماً القادمة، وماذا عن النصر والوصل وهل اكتفت هذه الفرق ببطولات النفس القصير؟ ولا نلوم إداراتها بالطبع لأنها تدرك أنها مهما عملت فلن تصمد طويلاً أمام قوة المال الذي تأكد أنه اللاعب الرئيسي والأهم في انتصارات الفرق وصعودها على المنصات. أما الوحدة فيبدو مؤهلاً أكثر من أي وقت مضى للعب دور مهم في لعبة المنافسة، وهو الذي دعم صفوفه بالتشيلي فالديفيا، مع وجود أسماء تحت قيادة المدرب المكسيكي أجيري المطالب بصناعة توليفة مناسبة لإعادة أمجاد أصحاب السعادة، والبحث عن الألقاب الغائبة منذ 5 سنوات عجاف، وعدم الاكتفاء بالعروض الجيدة وتقديم المتعة، وهو ما يبدو مضموناً بوجود أسماء بوزن فالدي وتيجالي وسمعة. النجاح لا يتحقق إلا بتكامل عناصر عدة، فالعمل الإداري المتقن عنصر مهم، ووجود الجمهور وتوفير الدعم، إضافة إلى التكاتف والتعاون والاستقرار، ولكن هذه الأشياء قد لا تبدو كافية لتحقيق البطولة، إذا ما غاب أهم عنصر وهو العنصر المالي، فقد قالها النابودة واختصرها في كلمتين: «الزين غالي».