انطلق الموسم الرياضي في السعودية والإمارات، واستبشرت الجماهير خيراً ببداية أقوى من المواسم الماضية، حيث ارتفعت حدة التنافس، ولم تكن هناك مباريات سهلة لأي فريق، رغم أن البعض تحدث عن فوز مضمون لبعض الفرق، ولكن مجريات المباريات أعطت انطباعاً بالنديّة في أغلب المباريات، مما يعطي انطباعاً أن أي فريق قادر على هزيمة أي فريق آخر.
الدوري في البلدين الشقيقين «يضاف له الدوري القطري الذي لم يبدأ بعد»، سجّل أسبقية في إتاحة الفرصة للأندية بالمشاركة في دوري المحترفين الآسيوي، بسبب إنشاء كيان خاص بإدارة الدوري، وتحويل قطاع كرة القدم بالأندية إلى كيانات تجارية، بتنظيم يقربها بإذن الله من عصر الخصخصة، وأثبتت السنوات الماضية ثبات ممثليهم في منظومة الاحتراف الآسيوية، وفق معايير دقيقة لجميع الجوانب الفنية والمادية والإدارية والقانونية والإعلامية وغيرها.
وربما أتوقع مبكراً أن المنافسة هذا الموسم ستكون أفضل من المواسم السابقة، عطفاً على نوعية التعاقدات الصيفية التي لم تنته فترتها حتى الآن، وأتوقع أن تحفل الأيام القادمة بتعاقدات كبيرة ومثيرة ستسعد الجماهير بإذن الله، وربما يكون الحظ الأوفر للأندية التي لم تقدم نتائج مرضية في الجولة الأولى؛ لأن الضغط الجماهيري سيجبر الإدارات على فتح الخزائن وجلب الدعم للتوقيع مع نجوم على أعلى المستويات والمستفيد الأول هو الدوري.
ستحمل الأيام القليلة القادمة الكثير من الشائعات أيضاً، بعضها سببه رغبة الإعلام في الحصول على السبق، ولذلك يتم نشر كل الاحتمالات وأحاديث المجالس على أنها أخبار، أو قد يكون السبب رغبة النادي في جس نبض الوسط الرياضي من ناحية أو إشغاله بصفقات وهمية ليبرم الصفقات الحقيقية في هدوء، بعيداً عن منافسة المنافسين، ولذلك أنصح الجماهير بعدم الانجراف وراء الأخبار حتى يشاهدوا النجم يضع القلم على الورق ويوقع العقد.
وحين تغلق نافذة الانتقالات الصيفية يمكننا حينها أن نقيّم عمل الإدارات واستعدادها الحقيقي للموسم الطويل المملوء بالمنافسات الساخنة، مع الأخذ بالاعتبار أن الأندية التي نجحت في إقامة معسكرات صيفية مميزة وفق إعداد احترافي مبكر ينعكس ذلك على مستواها طوال الموسم؛ لأن الإعداد البدني يعادل الاستعداد الفني في الأهمية إن لم يكن أكثر أهمية، وفي الوقت الذي كان عنوان المقال «ابتداء المشوار»، فإن الأندية التي لم تستثمر الصيف في الإعداد الجيد والتعاقدات المميزة محلياً وخارجياً، يمكن أن نقول لها مبكراً «انتهى المشوار»، وعلى جسور الإعداد نلتقي.
عدد اليوم
