بهذه العبارة علق زميل لي، بينما كنا نتابع مشهد توزيع الزي المدرسي في منفذ البيع الوحيد برأس الخيمة، وهي بداخل كراتين في صورة من صور سوء التنفيذ والتخطيط الذي واكب العملية في هذا المنفذ، وغيره حددتها وزارة التربية والتعليم لبيع الزي المدرسي. شكاوى أولياء الأمور ومعاناتهم التي عبروا عنها لوسائل الإعلام المحلية، وكذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لم تأتِ من فراغ، أو لمجرد تسجيل موقف، وإنما خلال العملية التي كان بالإمكان أن تكون أكثر يسراً وسلاسة وانسيابية. ففي وقت يودع فيه العالم والإدارة الحديثة الأساليب المركزية في الإجراءات، تفتق «إبداع القائمين» على عملية التوزيع عن أسلوب «الكراتين» الذي أثار امتعاض أولياء الأمور الذين ذهبوا للمنافذ المحددة معتقدين أن الوزارة قد استفادت من درس الأسبوع قبل الماضي عندما شرعت في البيع، ثم أوقفته جراء الأخطاء التنظيمية التي أثارت غضب واستياء أولياء الأمور. حقيقة ما جرى في منافذ البيع لا يرقى لمستوى وزارة عهد إليها نشر الابتكار وحسن التخطيط بين الأجيال، وعملية كهذه تتعثر جراء سوء تدبير لا يخفيه «توزيع العصائر في قاعات مكيفة»، كما تقول الوزارة. تابعنا في اليوم الأول من توزيع الخميس الماضي قصصاً غريبة لأولياء أمور، آباء وأمهات وهم يروون لوسائل الإعلام المحلية معاناة الحصول على زي مدرسي، معاناة لا تبررها قصة التجربة الأولى. ويستغرب المرء وهو يستمع لأب انتظر أربع ساعات ليظفر ببنطال لنجله، ولكن دون قميص، وعلى هذا المنوال كانت القصص والوقائع، لا سيما ما يتعلق بعدم توافر المقاس المناسب، وطبعاً المبررات جاهزة لتعليق الأخطاء على مشجب الشركة المتعهدة، التي سترد الأمر إلى تأخر التعهيد والإجراءات المصاحبة، وغيرها من المبررات الجاهزة التي تلتقي عند نقطة سوء الاستعداد لأمر يفترض أن يكون واضحاً محدداً للجميع منذ شهور عدة، أي بعد انتهاء العام الدراسي، وإقرار موضوع الزي المدرسي، وبالأخص تلاميذ المرحلة التعليمية الدنيا. لقد كان بإمكان الوزارة وبالتنسيق مع الشركة المنفذة إرسال الزي بكميات محددة إلى المدارس وفق أعداد تلاميذها تيسيراً على التلاميذ وذويهم، أو منح أولياء الأمور حرية الشراء بمعرفتهم وفق التصميم المحدد لكل مرحلة بدلاً من معاناة قصة «كراتين الإبداع» العجيبة!!.