بناء العلاقات بين الدول يعتمد على المصالح المشتركة، والقاسم المشترك للقيم الإنسانية القائمة على التسامح، والتصالح مع النفس، وتشييد الصرح الكبير، لتبادل المنفعة ما بين الشعوب، وهذا ما تصبو إليه القيادة الرشيدة، وهذا ما تسعى نحوه سياسة بلادنا التي حققت في هذا المضمار إنجازاً رائعاً وناصعاً ومبدعاً، الأمر الذي جعل شعوب العالم تعتبر الإمارات القدوة والنموذج، والمثال الذي تحتذيه وتمر من خلاله في طريقها إلى سلام ووئام وانسجام.. وبناء العلاقة الإستراتيجية مع الهند يعني الإمارات كثيراً كما يعني الهند، فالإمارات والهند، بلدان أسسا منهاجاً سياسياً يعتمد على الشفافية ويمضي إلى تحقيق الأهداف السامية، بذهنية صافية نقية من شوائب الأفكار المسبقة، وما الهدف إلا تعزيز الروابط في قارة آسيوية تختزن من الإرث الثقافي والاقتصادي ما يجعل العلاقات السوية خيطاً يربط ما بين محورين أساسيين هما الحفاظ على الأمن وبناء اقتصاد قوي يقف حائلاً دون أطماع الانتهازيين من ذوي العاهات الطائفية والأفكار الضيقة، وقد دأبت الإمارات إلى توثيق هذه العلاقة الوطيدة بين جميع الدول من دون إقصاء لأسباب دينية، أو عرقية، فالأساس في السياسة الإماراتية هو الإنسان في كل مكان، منطلقة من الدين الحنيف الذي دعا إلى اللغة الحسنى والخطاب السياسي الحميد، والتعامل مع الآخر بما يكفل مصالح الجميع، من دون تحريف أو تجريف، ولهذا فقد شمخت الإمارات بصرحها القويم، وتاريخها العتيد، وثقافة أهلها الذين عبروا البحار، بحثاً عن لؤلؤة التكامل مع الآخر وتسليط الضوء على مواطن الضوء التي بسببها تشرق الخيوط الناصعة، فتنير الدروب، وتمنع الخطوب، وتسعد القلوب وتعبر المحيطات قوارب نجاة تشق مسالك الخير، لكل من يضع الأسئلة عناقيد حلم تفتح آفاق المجد، وتسرج خيولاً مظفرة منتصرة على أعداء الإنسان وكارهي الحياة، وكل العدميين والعبثيين.