الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مالي تعاني تصاعد العنف وظهور جماعات متطرفة جديدة

مالي تعاني تصاعد العنف وظهور جماعات متطرفة جديدة
20 أغسطس 2015 23:12
باماكو (رويترز) كان الإمام «الحاج سيكو با» أحد القلائل في قرية «باركيرو»، الذين تجاسروا وأبدوا اعتراضهم على ظهور متطرفين جدد في وسط مالي، فراح يندد في خطبه بمن يرفع السلاح من الشباب باسم الدين. ويوم الخميس الماضي وعقب تناول العشاء سقط الإمام قتيلاً بالرصاص على عتبة باب بيته. ويظن أهل القرية أن الجريمة ارتكبتها جبهة «تحرير ماسينا»، وهي جماعة جديدة اعتبرت مسؤولة عن موجة من الهجمات حولت الصراع الدائر في مالي منذ ثلاثة أعوام من الشمال الصحراوي النائي ليقترب من الجنوب حيث الكثافة السكانية العالية. وبث ظهور الجماعة الجديدة، التي تجند أعضاءها من بين أقلية الفولاني العرقية المهمشة في وسط مالي، الرعب في قلوب السكان ودفع بعض المسؤولين للهرب، وقوض جهود بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المؤلفة من عشرة آلاف جندي لتحقيق الاستقرار في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا. واستلهمت الجبهة أفكارها من الإرهابي المخضرم «أمادو كوفا» الخطيب المتشدد من بلدة موبتي في وسط مالي، وأضافت عنصراً عرقياً جديداً للصراع في بلد ينتشر فيه التوترات القبلية. ويخشى الخبراء الأمنيون إضفاء طابع إقليمي على العنف من خلال ظهور جماعة متطرفة بين الأقلية الفولانية، التي ينتشر أفرادها البالغ عددهم 20 مليوناً عبر غرب أفريقيا ووسطها. وقال «أوريلين توبي»، الخبير في شؤون الصراع الذي كان يعمل من قبل انطلاقاً من العاصمة المالية باماكو: «إن الخطر أن تتطور الصلات بين الفولانيين في مختلف أنحاء المنطقة، وأن يصبح الصراع هو الصراع الإقليمي الرئيسي التالي». وأضاف: «الفولانيون مهمشون في كل مكان، ولهم هوية قوية وتوجد صلات فيما بينهم». وكان اغتيال الإمام أحدث حلقة في موجة من أعمال القتل في منطقة موبتي استهدفت إسكات المعارضين لمختلف الجماعات المتطرفة في مالي، وخرج كثير من المتشددين من صفوف المقاتلين، الذين سيطروا على ثلثي مالي في الشمال الصحراوي عام 2012 إلى جانب متمردي الطوارق. وأدى تدخل عسكري بقيادة فرنسية في أوائل عام 2013 إلى تشتيت المسلحين، بعد أن قالت باريس إن هذا الجيب قد يصبح نقطة انطلاق للهجمات الإرهابية على أوروبا. واتجه بعض المتشددين منذ ذلك الحين إلى وسط مالي لإعادة تجميع صفوفهم وتجنيد أعضاء جدد، واستغلوا المنطقة كقاعدة لتوجيه ضربات لمناطق في الجنوب كانت تعتبر آمنة فيما سبق. وخلال احتلال المتطرفين لشمال مالي كانت موبتي آخر معقل للنفوذ الحكومي قبل الصحراء حيث لا وجود للقانون. وانكسرت تلك الصورة هذا الشهر عندما هاجم مسلحون فندقاً في سيفاري القريبة، وقتلوا 12 شخصاً على الأقل، من بينهم خمسة أفراد يعملون بعقود لحساب الأمم المتحدة. وكان أحد المهاجمين يرتدي حزاماً من المتفجرات لم ينفجر وذلك في أول محاولة لشن هجوم انتحاري خارج المنطقة الشمالية. ويتهم الجيش «جبهة تحرير ماسينا» بشن الهجوم وهجومين آخرين على الأقل في وسط مالي وجنوبها ما يعرقل محاولات الحكومة وقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لإعادة السلام. وأعلنت جماعة يقودها الإرهابي الجزائري «مختار بلمختار»، والتي أعادت تسمية اسمها لتصبح تنظيم القاعدة في غرب أفريقيا، مسؤوليتها عن هجوم سيفاري. وقالت «كورين دوفكا» مديرة غرب أفريقيا لدى منظمة هيومن رايتس ووتش «يبدو أن استراتيجية الموالين لكوفا هي تفريغ المنطقة من القيادات الإدارية والمسؤولين الحكوميين، وغيرهم ممن يتعاونون مع الجيش لتأكيد نفوذهم وربما كذلك لتجنيد أعضاء جدد بسهولة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©