الانتصار للحق والذهاب إلى الحقيقة، سمة هذا الوطن وأهله، وسجية قيادته التي ما توانت عن نصرة العرب والوقوف بحزم إلى جانب المبادئ السامية، وتحقيق الظفر للشعوب المغلوبة والمسلوبة والمكروبة.. في اليمن امتزج الدم بالدم، وصارت أرض بلقيس نهراً تسيل من منابعه طهارة الأرواح ونقاء ما نبضت به القلوب ساعة رفع الشهادة إلى رب العباد.. في اليمن حضرت الإمارات بقوة الإرادة وإرادة الضمير لأجل أن ينتصر الحق وتعلو كلمة الحقيقة، ولكي لا يبقى للظالم صوت يعلو فوق صوت من طالب بأن تكون الحياة شريفة وعفيفة، وأبطالنا هناك سطروا ملامح الرجولة، وأكدوا لكل معتدٍ أثيم أن سلاح الإمارات مدعوم بقوة رجالها وشهامة أهلها وإصرار قيادتها على أن تبقى سماء العروبة صافية نقية من شوائب المغرضين والمرضى، والذين يتأبطون شراً بالإنسان العربي، مستغلين ظروفاً تمر بها المنطقة.. ولكن عندما تصبح الحقيقة واضحة جلية، فلا غاشم ولا متفاقم يستطيع أن يتسلق الجدار، ولا أن يسطو على الدار، ولا يمكن لكل ختار مكار أن يطلي بواطنه بأصباغ المكر والخديعة، فالأوفياء يقظون، حريصون على ردع كل من تسول له نفسه ارتقاء السِّلم بتلصص والقفز على الحبال بقوة الكذب والتدليس وقلب الحقائق وتلوين وجه الحياة بلون المخاتلة.. الأوفياء هنا هبوا هبة رجل واحد من أجل اليمن وإنسانه الذي عانى الظلم والضيم، وواجه العذاب والتنكيل على أيدي من باعوا أنفسهم للشيطان، ونسوا حق الوطن والإنسان، وتناسوا أن اليمن يجب أن يكون قبل كل شيء، قبل الطائفية وقبل الحزبية.. وقبل الأطماع الذاتية، اليمن هو كون اليمنيين وفضاؤهم وسماؤهم وأرضهم وتاريخهم وحصنهم وجيلهم الذي يتخندقون عنده لصد كل طامع جشع. الأوفياء في الإمارات وضعوا الدماء ماء تسير في مجراه سفن الحياة من أجل مستقبل مشرق يضيء دروب اليمنيين، ويمنع عنهم غشاوة المتسللين عبر قيم مكسوة بغبار الجهل، محشوة بسعار الهمجية، مدفونة تحت ركام أجندات لا تخدم إلا أعداء اليمن وكارهي العروبة.. الأوفياء في الإمارات هم السندس والاستبرق لبسته اليمن في عرس انتصارها على العدوان، وفي يوم طارت غربان البغي، حاملة معها عار الهزيمة وانكسار الفشل الذريع الذي منيت به جراء سقوط الأبابيل على رؤوسها.