وجوه كالمرايا، ناصعة، كما هي النجوم في أحشاء السماء الصافية، وقلوب كأجنحة الطير ترفرف فرحانة ريانة بشجي من ودعوا، تاركين رائحة الدماء الذكية تعبق الصحراء النبيلة، وترسم صورة مثلى لتضحيات ما أجلت القرار، لأن القضية قضية وطن، ولأن من الفضيلة أن تجود النفوس بما لديها لأجل أن تثري التاريخ وتلون صفحاته بأنبل ما يقدمه العبد لربه من أجل آخرة تقود روادها إلى مواطن الصديقين وأولياء الله الصالحين.. هذه هي الإمارات عندما اشتد وطيس الوغى كان الرجال عند الثغور يذودون عن حمى الأشقاء كواجب مقدس عندما ينادي المنادي فلا تهاون ولا تردد ولا تأجيل ليوم المواجهة مع أعداء ساموا الوطن وتفانوا من أجل شعارات رخيصة ومطامع نجسة جعلت من جحافلهم مكاناً لتأجيج النار وجلب العار والعودة إلى أطوار ما قبل نشوء الحضارة وقبل وعي الإنسان بأهمية الأوطان.. هذه الإمارات تواقة لمجد الشعوب، مشتاقة دوماً لإضاءة الدروب تصد الغاصب وترد السالب وتقف في الضد في مواجهة البغي والطغيان، فأن نزرع حقول الناس بوردية الأحلام لا بالموت والألغام. والقيادة الرشيدة في المكان نفسه في موطن الشهادة، وعند صدور الذين قدموا الأبناء ،لتحيا الحرية ولأجل أن يترعرع الحب في ربوع اليمن الشقيق ويستفيق من في عقله خلل ومن في نفسه زلل.. قيادتنا في قلب المشهد، عند نافذة التطلع إلى غد مشرق وإلى أمة عربية واحدة لا تسمح لمعتد أثيم ولا مشاء بنميم ولا غادر لئيم أن يقفز على جدران الأهل، ولا أن يحفز شياطينه كي يرتكبوا الخطأ والخطيئة بحق أوطان هي جزء لا يتجزأ من تضاريسنا وتاريخنا وأمنياتنا وآمالنا.. هذه الإمارات والقيادة الرشيدة في تلاحم النبلاء، في مسيرة النجباء، في وعد الأصلاء الذين لا تغمض عيونهم ونفس في أي قطر عربي تعاني من لظى الظلم وشظف المعاناة، جراء الاعتداء على الكرامة، وجرح الشهامة.. هذه هي الإمارات يسير رجالها، حكومة، وشعباً، كتف بكتف، وقلباً بقلب، لأجل تحقيق المبادئ السامية التي سنها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، داعياً إلى عزة العرب وكرامتهم وإلى محاربة أعداء الإنسان في كل مكان.. وشعبنا الأبي يضع الأرواح رخيصة في سبيل هذه المبادئ، والنفوس راضية مرضية، طالبة الشهادة، والشهادة سجادة العابدين المؤيدين بنصر الله.