لم تنطلق الصافرة الأولى في دورينا حتى كانت الفضيحة تطل علينا بوجهها القبيح، والفيديو المسيء الذي انتشر سامح الله من نشره، والخاص بلاعب الظفرة عبدالله قاسم، والذي تلفظ من خلاله بألفاظ مسيئة، وهي لقطات وكلمات، نرفضها ونشجبها مهما كانت المبررات. هي لقطة لا تنتمي إلى مجتمعنا، وألفاظ لا تليق بنا، ونحن لا ندعي أننا ننحدر من الجنس الملائكي المعصوم، ولكن هذه الأمور وإن حدثت فإنها تحدث في السر، ولأن الله أمرنا بالستر، فهي غير قابلة للظهور أو النشر، ولكن كيف ظهرت ومن الذي أظهرها للملأ، تلك هي مصيبة كبرى وفضيحة أخرى، وفي كل الأحوال هي بداية ليست مبشرة. في مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت حسابات وتحت ذريعة النقد اللاذع المباشر وتحت ستار الفكاهة، فأصبحت منبراً للإثارة الرخيصة ونشر الفضائح، فكانت سبباً من أسباب تفشي العداوة والبغضاء بين الجماهير، والتلاسن بين الفئات المختلفة والتنابز بالألقاب والطعن في الأصول، وجولة سريعة في هذه الحسابات ومشاهدة الإساءات وقراءة التعليقات كافية لإدراك حجم الكارثة ومدى فداحتها. كيف تمر هذه الأشياء هكذا من دون إجراء صارم، أو تدخل حاسم، وكيف يكون لأحد الحق في اتهام الآخرين بصورة ولو كانت مبطنة أو من باب الدعابة بالرشوة وشراء الذمم دون الاستناد إلى أدلة مادية، ورمي الآخرين بالمحسوبية والفساد، والسخرية والاستهزاء وازدراء العباد، واستغلال زلات الألسن في التجريح والطعن بالأصول، وإظهار الشر وتجاهل الخير، ونشر البغضاء وإيغار صدور الجماهير. هذه الظواهر دخيلة على مجتمعنا المعروف بمكارم الأخلاق المستمدة من الدين، فلم يكن أسلافنا يوماً من الشتامين أو المتنابزين، وحبذا لو كان في قانون مكافحة الكراهية والتمييز المستحدث رادع لهؤلاء، ففي هذه الحسابات شاهدت التمييز على أصوله وشاهدت السقطات الأخلاقية، والتجسيد الحقيقي لمفهوم الكراهية، أما اللاعب الذي ظهر في الفيديو فقد أساء لنفسه قبل أن يسيء لغيره، ولا ندافع عنه ولا نبرأه، ولكن اللوم الأكبر يقع على من توفر له الفيديو وقام بنشره، وبكل تأكيد هي بداية غير مبشرة، وليتها كانت مثل مباريات دورينا هذا الموسم مشفرة، ولكن البعض قد يفعل أي شيء في سبيل الظهور وحب الشهرة. مسك الختام: أتمنى أن نراجع مواقفنا، ونتقي الله في الآخرين وفي أنفسنا، فنحن شعب جمعنا زايد، فهل نسمح لكرة منفوخة من الجلد أن تفرقنا؟