الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحكومة التركية تحجب «يوتيوب» وأوروبا تعتبرها «يائسة»

الحكومة التركية تحجب «يوتيوب» وأوروبا تعتبرها «يائسة»
28 مارس 2014 17:39
أمرت الحكومة التركية أمس بحجب موقع يوتيوب بعد ساعات من نشره تسريباً صوتياً جديداً يتطرق فيه مسؤولون اتراك الى فرضية تدخل عسكري تركي في سوريا، ما اعتبره رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمراً «دنيئاً»، بعد أسبوع على حجب موقع تويتر إثر نشر تسجيلات جديدة تتضمن اتهامات بالفساد للنظام، والذي أبطله القضاء التركي معتبراً أن نظام قرار حكومة رجب طيب أردوغان يندرج في إطار «الرقابة» ويدل على نظام سلطوي، وأمهل هيئة الاتصالات التركية 30 يوماً لتنفيذ الحكم. واعتبر الاتحاد الأوروبي أن خطوة الحكومة التركية الأخيرة بحظر يوتيوب «يائسة ومحبطة». وقالت صحيفة حرييت على موقعها أمس إن القرار المتعلق بيوتيوب نقل إلى خوادم الإنترنت والنظام العالمي للاتصالات الخليوية (جي إس إم) في تركيا. وكان موقع يوتيوب نشر تسريباً صوتياً سمع خلاله مسؤولون أتراك يناقشون تطورات الأوضاع في سورية وتدخلًا محتملاً. وفي التسجيل الصوتي سمع وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، ووكيل وزارة الخارجية التركية فريدون هادي سينيرلي أوغلو، ونائب رئيس هيئة الأركان الجنرال يشار جولر، يناقشون تدخلًا محتملًا في سورية وردود الأفعال المحتملة من جانب العالم، بحسب الصحيفة. وقال أردوغان في ديار بكر (جنوب شرق) أثناء تجمع انتخابي قبل الانتخابات البلدية المقررة الأحد «لقد سربوا شيئاً على يوتيوب اليوم».وأضاف «كان اجتماعاً حول أمننا القومي، هذا عمل دنيئ وجبان ولا أخلاقي، سنتعقبهم حتى مغاورهم، من تخدمون من خلال التنصت؟»، في إشارة إلى حلفائه السابقين في جماعة الداعية الإسلامي فتح الله غولن والمتهمين بأنهم وراء نشر تسجيلات ضد الحكومة المحافظة التي يرأسها. وأدى نشر هذا التسجيل أمس إلى وقف يوتيوب بأمر من الحكومة التركية بعد أسبوع من قرار مماثل طال خدمة تويتر في تركيا، والذي أثار العديد من الانتقادات في العالم أجمع. وفي أول تعقيب دولي قالت مسؤولة الاتحاد الأوروبي للشؤون الرقمية إن الخطوة التي اتخذتها تركيا بحظر موقع الفيديوهات يوتيوب «يائسة ومحبطة». وأضافت مفوضة الاتحاد الأوروبي للأجندة الرقمية نيلي كروس في بيان «نحن في أوروبا ندعم توافر شبكة إنترنت مفتوحة وحرية التعبير عليها». وتابعت «أود أن أعرب عن دعمي لجميع أولئك المؤيدين للحرية والديمقراطية الحقيقيتين». وكان القضاء التركي أبطل قرار الحكومة بحظر موقع تويتر، بعد أن تقدمت كتلة المعارضة النيابية والعديد من المنظمات غير الحكومية، بشكوى أمام القضاء ضد قرار أردوغان حظر تويتر. واعتبرت محكمة أنقرة الإدارية أن الإجراء «مخالف لمبادئ دولة القانون» وأنها ستبلغ هيئة الاتصالات التركية بقرارها. أما الحكومة فأكدت أنها ستلتزم بالقرار القضائي. وقال نائب رئيس الحكومة بولنت أرينتش للصحفيين في العاصمة «إذا اتخذت المحكمة قراراً كهذا، فإننا سننفذه». وأمهلت المحكمة هيئة الاتصالات التركية 30 يوماً لتطبيق قرار المحكمة سواء استأنفته أم لا. وقبل أيام من الانتخابات البلدية كانت هذه الهيئة الموضوعة تحت سلطة الحكومة، حظرت موقع تويتر وفقاً لتعليمات أردوغان لوقف نشر اتهامات بالفساد يعتبرها «مفبركة». ومنذ تطبيقه الخميس برر أردوغان مراراً قراره بأنه يتم نشر هجمات على الإنترنت «تهدد أمن» تركيا. ودون التعليق على قرار القضاء، اتهم رئيس الوزراء تويتر بـ«عدم احترام القوانين التركية ومعاملة تركيا كبلد من العالم الثالث» خلال اجتماع انتخابي أمس الأول في كرابوك (شمال). ورحب حزب المعارضة الرئيسي بقرار المحكمة. وقال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري إمرهان هاليشي إنه «كان من المستحيل أن ينجح نظام شمولي في إسكات التكنولوجيا». ووصف هاليشي محاولة منع تويتر بـ«المخزية»، واعتبر أنها خطوة «لم تؤد سوى إلى الإساءة إلى وطننا». وقام العديد من مستخدمي الإنترنت في تركيا بالالتفاف على قرار حظر تويتر عبر اللجوء إلى شبكات افتراضية خاصة، أو إلى خدمة الرسائل النصية على الهواتف المحمولة. وأثار القرار انتقادات في تركيا والخارج. وفي أجواء متوترة قبل الانتخابات اتهمت المعارضة أردوغان بأنه «ديكتاتور» ويريد التستر على تحقيقات الفساد التي أدت إلى توجيه الاتهام إلى عشرات المقربين منه. ومن الذين التفوا على قرار الحظر وزراء في حكومة أردوغان، بالإضافة إلى الرئيس التركي عبد الله غول، الذي وصف الخطوة بـ«المرفوضة». وأعربت العديد من العواصم الأجنبية للسلطات التركية عن استيائها وقلقها ودعا معاون وزير الخارجية الأميركي للقضايا العامة دوجلاس فرانز تركيا إلى إعادة النظر في قرارها. وأتى الحظر بعدما انشغلت وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل شبه يومي بتسجيلات صوتية مزعومة حول تورط أردوغان في فضيحة فساد كبيرة. واتهم اردوغان حلفاءه القدامى في جمعية الداعية الإسلامي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، بالوقوف وراء الاتهامات بالفساد التي ترمي إلى إضعافه. ويأتي هذا الجدل قبل أيام من الانتخابات البلدية التي باتت أشبه باستفتاء لشعبية أردوغان الذي يحكم تركيا دون منازع منذ 2002. (عواصم -وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©