لم يبق على دخول أبنائها العام الدراسي الجديد إلا أيام، والأيام مضاءة، بنجوم يشعل أضواؤها مجلس أبوظبي للتعليم، بتأن وتفانٍ لأجل عقول مزهرة بالأمل، مزدهرة بصفاء المقل وروح الفضيلة والجهود النبيلة، التي يقوم بها نبلاء من هذا الوطن، لأجل إسعاد الناس وتطويق أعناقهم بالمجد المجيد والتاريخ التليد، من أجل جيل يرفع راية الوطن على كتف العلا والتفوق والتميز والتفرد والذهاب بالأمنيات إلى القمم الشم. لم يبق من الزمن سوى أيام ويدق الجرس ويلتئم الشمل في اصطفاف صباحي مشرق بالوجوه الوضاءة، الجميع يرفعون الأكف محيين العلم، رافعين الرؤوس عالياً، منشدين من أجل الوطن، وهذا مجلس أبوظبي للتعلم بالعلم وخير الكلم، بالنون والقلم، بختم الطيور، خفاقة فوق الغصن الرطيب يجاور «المجلس» الأبناء يحاذيهم ولا يفارق أمنياتهم، يضع مسؤولياته تجاههم أولوية وبديهية لا نسيان فيها ولا سلوان عنها، لأن القائمين على هذا الصرح يعلمون علم اليقين أنهم في مرحلة من الدهر، وأنهم يخوضون في المعرفة الحقة عن وجود لا يقبل التحديد ولا الحدود للعلم، يعلمون أنهم أنيطت بهم مسؤولية التربية قبل التعليم، ولذلك فإنهم يطرحون مشروعهم الطليعي في التربية، لترتيب منازل الأحبة، وحماية فلذات الأكباد من بطش اللامسؤولية لدى بعض أولياء الأمور وسطوة الأيادي الغريبة على مستقبل الأوراق الخضراء، ومشاريع المجلس كثيرة وزاخرة بالمفاجآت، ولكن أهمها وهو ما نجده كذلك هو مشروع اصطحاب الأبناء إلى المدارس برفقة الآباء والأمهات والتواصل مع الهيئات التدريسية، كي يكون الحبل السري متصلاً لا منفصلاً ، وكي يصير الحب من طرفين لا من طرف واحد، وكي تظلل الشجرة كل مساحة فناء المنزل لا أجزاء منه، وكي ينشأ الأبناء وهم يتحدثون بلغة الضاد لا الصاد، وكي يستعيد المجتمع ما سُرق من شراشف ماضيه العتيد، وما استبد به من قبل عُقَّد واستحق اللوم والتوبيخ والتأنيب. مجلس أبوظبي للتعليم عازم على إضاءة أفنية المدارس بمصابيح لا تخبئ أنواعها خلف الضمير المستتر تقديره «هو».. وجازم وحازم وحاسم في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة من أجل غد يكتب على سبورته بدءاً من المدرس مروراً بالهيئات التدريسية وانتهاء بالمجلس واضع الاستراتيجية العامة للعلم والتربية.