قيم وعادات قديمة قِدم الجاهلية دخلت على الإسلام وترسبت منها الكراهية والثأرية والصنمية.. اليوم وبعد ألف وخمسمائة سنة من مجيء الرسالة السماوية وتحريمها وتجريمها، تلك القيم البالية ومحاربتها ومقاومتها، نجد شريحة معينة لا تزال تتمسك بذلك المرض العضال وتصر على نشره بين الناس. فئة ضلت وضللت وتضاءلت لكنها لا تزال تؤثر وتتأثر وتثير غباراً في شراشف الناس الأبرياء، لا تزال تشعل سعاراً يحرق ويسرق ويفرق ويغرق ويرهق ويهرق ويمرق ويسكن في التضاريس كأنه حصى الوديان القاحلة. فئة تحاول أن تستدعي بقايا عصور جاهلية لتملأ بها وعاء القلوب، تحاول أن تستدرج مشاعر الناس إلى مهاوي الردى، فئة خرجت عن طاقة الإيمان ودخلت في قاعة البهتان متسلحة بأفكار قميئة سمجة عدوانية إلى درجة العدم.. فئة تشابكت في داخلها خطوط الطول والعرض وتحولت إلى دوائر سوداوية وعقد جحيمية حارقة ساحقة ماحقة، ولا دواء ولا شفاء لهذا الداء إلا بحقن ثقافية مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي دعا إلى الحب والسلام بين الشعوب. فاليوم، كل شعوب العالم وحكوماتها مطالبة بتنظيف الشراشف وغسل الغرف الداخلية وتنقية الأفنية من فيروسات ضارة، ومن نوايا فئة أضرمت النار في قلب أتباعها بعد أن ابتاعت الحرائق من قيم تالفة، لتشيع الخراب والدمار في مناطق الناس، ولتعيد عصور ما عادت صالحة للعيش إلا لكائنات غير بشرية. اليوم الكل تقع عليه مسؤولية المواجهة الصريحة وحسم الأمور لأجل أن تعيش الأجيال القادمة من دون منغصات ولا مكدرات، ومن أجل أن تستمر الحضارة الإنسانية مضاءة بالوعي، ومخضرة بأعشاب الأحلام الزاهية، الكل يتوجب عليه الحزم والجزم ولا وجود لأنصاف الحلول مع فئة اتخذت قرارها بالقضاء على كل حي وجز عنق التاريخ، بحيث يظل هامداً جامداً خامداً لا حركة فيه ولا زمن يدفعه إلى التقدم والازدهار. الكل يجب أن يجيب على سؤال أكون أو لا أكون بإجابة واحدة، يجب أن نكون ويجب أن يذهب الزبد جفاء، ويبقى ما ينفع الناس وينير طريقهم إلى الحياة السعيدة.