قد نتفق على أن بطل الدوري هو الأقوى في الموسم، ولذلك تسبقه الترشيحات بالفوز بالسوبر الذي يجمعه ببطل الكأس، مع عدم إغفال تأثير الميركاتو الصيفي، ولذلك كان فوز «العين» على «النصر» متوقعاً وطبيعياً في مباراة مثيرة شهدت ستة أهداف سجّل «الزعيم» أربعة منها في مرمى «العميد» الذي رد بهدفين، فذهبت الكأس لمن يستحقها فلا زعيم إلا الزعيم.
ولكن آرسنال والهلال خالفا القاعدة فتفوقا على بطلي الدوري تشيلسي والنصر بذات النتيجة والهدف النظيف، بل وفي نفس المدينة عاصمة الضباب التي احتضنت السوبر السعودي للمرة الأولى، وكانت ردود الفعل حيال الفكرة متباينة ولازالت محور الحوار في وسائل الإعلام بين مؤيد ومعارض، ويمكن القول إن الغالبية يؤيدون لعب السوبر خارج السعودية، ولكن يفضلون الخليج على أوروبا، وسيتم تقييم التجربة بشكل دقيق قبل اتخاذ القرار حيال السوبر القادم.
في إسبانيا يلعبون السوبر ذهاباً وإياباً، وقد كانت صدمة لجميع المتابعين حين فاز «بلباو» على «برشلونة» برباعية نظيفة، ويلعب الإياب قبل نشر هذا المقال فهل خسر بطل الدوري والكأس ودوري الأبطال والسوبر الأوروبي؟ أم عاد من أصعب الطرق كعادة الكبار؟ ففي عالم المستديرة لا توجد معجزات، بل تخطيط وعمل منظم واحترام للخصوم وانضباط وغيرها.
وكان السوبر الإيطالي قد سبق السعودي بالهجرة خارج الوطن حين لعب أكثر من نسخة في دول مختلفة بدعوة من اتحادات تلك الدول، حيث لعب هذا العام في الصين وحصل بطل الدوري «يوفنتوس» على الكأس بتغلبه على «لاتزيو» بهدفين نظيفيين في بداية هامة للسيدة العجوز في رحلة الدفاع عن لقب الدوري الذي احتكره في الأعوام الأخيرة.
ولعلي أعود للتذكير بفكرتي الخاصة بلعب كأس السوبر في اليوم الوطني بعد أن شاهدت السوبر الإماراتي يلعب في درجات رطوبة وحرارة عالية جداً أثرت على عطاء النجوم وحضور الجماهير، ويقيني أن إقامة تلك المباراة في الثاني من شهر ديسمبر سيحقق مكاسب كثيرة حيث سيربط الرياضة بالوطنية في يوم الوطن، وسيكون الفريقان في قمة استعدادهما وسط الموسم الرياضي، وستمتلئ المدرجات بالجماهير في الأجواء الشتوية الرائعة.
وقد تعودنا من الاتحاد الإماراتي أن يكون سبّاقاً في تبني الأفكار الرائدة، لأنني على يقين بأن هذه الفكرة ستطبق يوماً ما لأن الأيام الوطنية في دول مجلس التعاون جميعها تأتي في فصلي الخريف والشتاء مما يضمن نجاحها، وعلى جسور ربط الرياضة بالوطن نلتقي.
عدد اليوم
