الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الفلّ» السعودي يتفتح في أبوظبي

«الفلّ» السعودي يتفتح في أبوظبي
17 أغسطس 2015 00:59
فاطمة عطفة (أبوظبي) معرض متميز بلوحاته وألوانه التي أبدعتها ريشة الفنان السعودي عبد الوهاب عطيف، هكذا يمكن وصف المعرض الذي افتتح مساء أمس في غاليري «آرت هاب» بأبوظبي، بـعنوان «ذاكرة الفل»، بحضور محمد المسعودي مدير الشؤون الثقافية بالسفارة السعودية، وسفير كولومبيا بالإمارات فيحان الفايز شلهوب، وأحمد اليافعي، مدير «آرت هاب». وهو المعرض الأول للفنان خارج المملكة، وجاء ضمن برنامج الفنان المقيم الذي يخصص لدولة من دول العالم في كل شهر. ورسمت أعمال المعرض بألوان وتقنيات متنوعة (زيتي، باستيل، زيت على سعف، أكريليك، أصباغ شعبية على سعف) وهي جميعها مستوحاة من المشغولات الشعبية في بيئته الريفية، في جازان. ويكفي أن نتجول بين تلك الأعمال ونستعرض العناوين حتى نتبين الموضوعات التي استأثرت باهتمام الفنان ورؤاه وتصوراته. في المعرض أكثر من لوحة حملت عنوان «فجريات»، تميزت بلونها الأحمر الأرجواني الذي تشرب بالبنفسجي، فيما تتلامح تفاصيل المنظر من وراء غشاء ضبابي يوحي بالفجر، بينما نرى لوحة «غروب» سوداء غامقة في أرضيتها تعكس الجمال بألوان داكنة تبدو كأنها ظلال، في حين امتد اللون البرتقالي بتدرجاته فوق الأفق ليوحي بسماء الغروب. أما لوحات «صباح ممطر»، «قبل العاصفة»، «مساءات العجاج»، «العيد»، و«حوار» فجاءت في ألوان زاهية توحي لك بموضوعها قبل أن تقرأ العنوان. وفي لوحات «نغم»، «الماشطة»، «رف من بيتنا» «زنابيل»، و»من منزلي» نرى عدداً من أطباق السعف المعلقة على الجدار والأوعية المزخرفة بخطوط هندسية بسيطة، وأكثر من لوحة تحمل عنوان «التراث»، أما مسك الختام فهو تلك التشكيلة النادرة من لوحات أزهار الفل، ويبدو أن هذه الأزهار البيضاء الجميلة هي كالصباح في جازان، مدينة الفنان، ومنها: «فل.. وفل»، «سهرة على ضفاف الفل»، «من ذاكرة الفل»، و»ناظمة الفل»، فضلاً عن أن المعرض نفسه يستوحي عنوانه من هذه الزهرة الجميلة. خمسون لوحة، تجعلك كل منها تقف أمامها طويلا لتتأملها وتغوص في تفاصيلها بمتعة وإعجاب، وكأنك تعيش في تلك الأرض الطيبة. وفي لقاء مع الفنان قال: «عملي يركز على الموروث لأني أنا الموروث. أما عن السعف فقد وجدت أن هذه الخامة تملك إمكانيات كثيرة لتهبني لوحات ذات أسلوبية مختلفة وبتقنية ودقة في العمل، كذلك الأمر مع الأصباغ الشعبية المأخوذة من التربة والمرسومة على الخوص، هذه التجربة أعطتني الكثير، وأتمنى أن تكون المحطة الأولى في مسيرتي الفنية». ويرى الفنان أن ارتباط الفنان بالبيئة يجعله يبحث داخل مكون الموروث ليصل إلى ما يريد، ثم يضيف عليه لتكتمل رؤيته الفنية للعمل، ويوضح: «أعمالي وألواني من لون الطين والتراب الذي عشت فيه، وهو الأحمر والأبيض والأسود، وهي ألوان حارة وباردة وأعمل على التوازن بينها إلى أن يكتمل العمل». ويختتم الفنان حديثه عن معرض وسرّ تسميته: «لأن الفل رمز الليالي في ذاك الزمان، الفل رمز البهجة، رائحة الفل تجعل الإنسان ينسى همومه وصعوبة الحياة ومشقة المعاناة، في الصباح يصحو على رائحة الفل، ومساء يعود إلى البيت مع رائحة الفل». في بيتنا لوحة افتتح في الغاليري في اليوم نفسه معرض جماعي شارك فيه أكثر من عشرة فنانين بأعمال متنوعة بين الرسم والنحت والطباعة، وهو المعرض التاسع من برنامج الغاليري المستمر بعنوان: «في بيتنا لوحة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©