الإمارات في اليمن دماء تسطر أسمى آيات التضحية، وأياد تمتد لرفع الضيم عن الأهل هناك، وبالدم المصاغ من ذهب المعاني النبيلة، وبالأيادي البيضاء المنسوجة من حرير القيم الرفيعة تخطو الإمارات باتجاه الأشقاء متكئة على مبادئ المؤسس الباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وشيم خليفة الخير، والخير كله لأجل أن تنعم الإنسانية بالسعادة ورفاهية الكرامة وعزة النفس ومنع المأخوذين بشعارات جوفاء من التسلل إلى حياة بلقيس والاستيلاء على مشاعر الناس جوراً وفجوراً. هذه هي الإمارات تحث الخطى نحو يمن سعيد ثري بمشاعر الحب، غني بمآثر الأولين وما شاع من صدى عن سبأ ومعين.. هذه هي الإمارات جاهزة دوماً لعون الأشقاء وصون كرامة الأحبة والدفع بالتي هي أحسن من أجل سلام بشري يعم ربوع اليمن، ويزرع جبالها وسهولها بعشب الحياة ويمنع عنها نزعات وأهواء وانفعالات دائماً ما تطيح بخيم الخير لتنشر أشواك الشر.. هذه هي الإمارات راعية السلام، محققة الوئام، بانية الانسجام، إيماناً من قيادتنا الرشيدة بأنه لا حياة في الكراهية ولا تطور في الحقد ولا كرامة في العدوان على حقوق الإنسان، وهيئة الهلال الأحمر مثل نخلة تدلي العناقيد، كي تستريح المهج من شظف الحياة ولظى العوز، وقوافل الخير تطرق أبواب التضاريس لكي تلون حياة الناس بأعشاب النماء والانتماء وتقدم بسخاء وبقلوب مؤمنة بأن تعميم الخير شراع يأخذ بسفينة العالم إلى فضاءات التلاحم والتداخل لبناء كون إنساني نظيف عفيف شفيف، صاف من شوائب الشر وخرائب الكره.. هذه هي الإمارات التي بنيت أركانها السياسية والاجتماعية والثقافية على التعاون والتعاضد ونبذ الفرقة.. وتجنيب البشرية حرقة التمزق والتشقق، كما وتصبو دوماً إلى الانعتاق من حومة الأنانية والطائفية والشوفينية، هذه الإمارات تسطر التاريخ بحروف من حبر الذاكرة الحية، والوعي بمسؤولية الإنسان تجاه أخيه الإنسان، والالتزام بقضايا الناس جميعاً أينما كانوا ومن أي جنس أو ملة، من دون تلوين أو تضمين أو تخمين أو تزيين، مستندة بذلك إلى تعاليم الدين الحنيف الذي وضع الميزان وساوى بين الناس في الألوان والأديان، ولا يخالف شرع الله إلا كل آثم غاشم متفاقم غير متناغم مع نفسه.